اليمن بعد الاغتيال.. معادلات ردع جديدة ومعركة وجود مفتوحة
في تطور خطير أعاد رسم المشهد اليمني والإقليمي، شكّل اغتيال رئيس الحكومة وعدد من الوزراء المدنيين على يد العدو الصهيوني محطة مفصلية قلبت موازين المواجهة وحولتها إلى معركة استراتيجية مفتوحة، يدخل فيها اليمن بقدرات عسكرية متطورة ورؤية بعيدة المدى، واضعًا العدو أمام تحديات غير مسبوقة.
الاغتيال الصهيوني الغادر الذي استهدف رئيس حكومة التغيير والبناء وعددًا من الوزراء المدنيين جريمة وُصفت بأنها الأخطر منذ سنوات. فالجريمة لم تكن مجرد عملية اغتيال سياسية بل محاولة لتغير المشهد العسكري في اليمن، فاتت النتائج عكسية وتحولت العملية الاجرامية الى محطة فاصلة دشّنت مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها التصعيد النوعي والردع الاستراتيجي.
العملية اعتُبرت خرقًا فاضحًا لكل القوانين والمواثيق الدولية، إذ استهدفت مؤسسات مدنية خدمية لا صلة لها بأي نشاط عسكري، ما كشف عجزًا استخباراتيًا وإفلاسًا ميدانيًا، أكثر مما عبّر عن إنجاز عسكري. وفي مقابل هذا الإخفاق، برز التحول اليمني الواضح نحو تعزيز معادلات الردع وفرض قواعد اشتباك مختلفة.
فقد جرى الإعلان عن دخول صاروخ متطور إلى الخدمة، يتميز بقدرة انشطارية تحول رأسه الحربي إلى عدة صواريخ فرعية في لحظاته الأخيرة، الأمر الذي يعقّد مهمة الدفاعات الجوية ويوسّع دائرة التهديد. هذا التطور لم يُطرح بوصفه رد فعل محدودًا على الاغتيال، بل كجزء من رؤية استراتيجية بعيدة المدى، ترسم مسارًا جديدًا للصراع وتضع العدو أمام تحديات غير مسبوقة.
التحول الاستراتيجي لا يقتصر على سلاح الصواريخ فقط، بل يشمل قدرات الطائرات المسيّرة وأنظمة القيادة والسيطرة، بما يمنح اليمن جهوزية ميدانية متقدمة لخوض معركة كبرى. معركة لم تعد مجرّد تضامن مع غزة أو انخراطًا ظرفيًا في المواجهة، بل صراع وجودي تُدار أوراقه بحذر، حيث لن تُكشف كل القدرات دفعة واحدة.
في موازاة ذلك، فشلت محاولة استهداف الحكومة في إحداث أي ارتباك داخلي، الجريمة لم تُضعف الداخل، بل زادته صلابة، ورسّخت قناعة بأن المواجهة طويلة، وأن خيار المقاومة بات خيارًا ثابتًا لا رجعة عنه.
اليمن اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، مزودًا بقدرات متطورة، ورؤية استراتيجية شاملة، وموقع متقدم في معركة الأمة الكبرى، مع إصرار على المضي حتى تحقيق الأهداف الكاملة، في اليمن وفلسطين.