الاحتلال يوسّع عملياته في غزة ويدفع نحو تهجير قسري واسع
في وقت يقر مسؤولون صهاينة بتوسيع العمليات البرية في مدينة غزة لتشمل مناطق جديدة، تؤكد تقارير ميدانية غياب النزوح الطوعي، حيث لم تُسجّل أي عمليات خروج جماعية من مناطق التوغّل، فيما وتتصاعد التحذيرات من خطورة اتجاه الاحتلال نحو التهجير القسري للفلسطينيين.
في مسعى واضح لإحداث تهجير قسري واسع بحق الفلسطينيين، عبر سياسات النار والحصار والتجويع، يواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية الواسعة في مدينة غزة، اذ أظهرت الوقائع الميدانية خلال الأيام الأخيرة تصعيدا غير مسبوق في حجم الدمار.
وفي هذا السياق يقر رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، ان العمليات البرية في مدينة غزة بدأت بالفعل وهي تتوسع في مناطق جديدة.
عملية التهجير هذه يجري التسويق اليها امريكيا واسرائيليا اذ يثير تسريب وثيقة أمريكية إسرائيلية تتحدث عن تحويل غزة إلى ريفييرا سياحية واقتصادية تحت وصاية أمريكية، مع تهجير سكانها بالكامل، جدلاً واسعاً.
الوثيقة كشفتها واشنطن بوست، وأعادت الغارديان البريطانية نشرها، تقترح إعادة التوطين المؤقت لمليوني فلسطيني خارج القطاع، وتعويضهم برموز رقمية مقابل أراضيهم، فيما يُعاد تصميم غزة لتصبح مدن ذكية ومنتجعات ممولة باستثمارات تصل إلى 100 مليار دولار.
ومن هنا بات واضحًا بحسب مراقبين أن الاحتلال يعمل على تقسيم مدينة غزة إلى شطرين، شرقي يشهد تدميرا واسعا وهدما للبنية التحتية، وغربي يضم نحو مليون نازح فلسطيني يرفضون مغادرته رغم التصعيد العسكري.
الا انه وعلى الرغم من محاولات الاحتلال الحثيثة لدفع السكان إلى المغادرة، تؤكد تقارير ميدانية غياب النزوح الطوعي، حيث لم تُسجّل أي عمليات خروج جماعية من مناطق التوغّل.
وتتصاعد التحذيرات من الكارثة التي ستترتب على التهجير اذ حذّر جهاز الدفاع المدني الفلسطيني من نية الاحتلال تهجير نحو مليون فلسطيني قسرًا من محافظتي غزة والشمال إلى مناطق يدّعي الاحتلال أنها آمنة، رغم أن ما يُعرف بالمنطقة الإنسانية لا تتجاوز 12% من مساحة القطاع فيما يقول المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ستفاقم معاناة المدنيين، وتزيد من معدلات القتل والنزوح.
هذا وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، وتكثيف الحصار والتجويع، بات واضحا أن جيش الاحتلال يقترب من إتمام المرحلة الأولى من خطة السيطرة الكاملة على مدينة غزة، في سياق يهدد بتحويل القطاع إلى سجن مفتوح يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني تحت ظروف مأساوية وسط صمت دولي وتواطؤ متصاعد.