ايران: التفاوض ليس مغلقاً لكن النموذج الأميركي يعرقل المسار
تؤكد الجمهورية الاسلامية الايرانية على لسان مسؤوليها، ان التفاوض مع الولايات المتحدة ممكن، شريطة ان يكون عقلانيا، مشيرين الى ان النموذج الأميركي المقدم يجعل أي تقدم عملي في مسار المفاوضات غير ممكن.
المفاوضات الايرانية الامريكية الاوروبية لم تكن يوما مغلقة، الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دائما ما تؤكد الاستعداد للتفاوض شريطة ان يكون الحوار عقلانيا ومسؤولا حسبما تؤكد شخصيات إيرانية سياسية بارزة مع ابقاء على جهوزية القوات المسلحة الايرانية للرد على أي عدوان محتمل.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، في منشور عبر منصة إكس، إن باب المفاوضات مع الولايات المتحدة ليس مغلقاً، مؤكداً أن إيران تسعى إلى تفاوض عقلاني ومسؤول.
لاريجاني أشار إلى أن الأميركيين يتحدثون عن التفاوض لكنهم لا يأتون إلى طاولة المفاوضات، ويزعمون أن إيران لا تتفاوض بينما إيران، تسعى دائماً إلى إجراء حوار منطقي لافتا إلى أن الولايات المتحدة تطرح قضايا تعلم مسبقاً أنه لا يمكن تحقيقها، مثل القيود على القدرة الصاروخية الإيرانية، وأن النموذج الذي تقدمه أميركا يجعل مسار التفاوض غير ممكن عملياً.
ومن جانبه أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، إبراهيم رضائي، أنّ القوات المسلحة الإيرانية في حالة استعداد وجهوزية كاملة لمواجهة أي تهديد محتمل موضحا أنّ القوات المسلحة مستعدة لتوجيه ردّ حازم على أي عدوان وأن الرد الإيراني سيكون أشدّ وأكثر حزماً مما مضى في حال تعرضت البلاد لأي هجوم.
فيما صرّح المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، العميد علي محمد نائيني، أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحاول، من خلال إعادة فرض العقوبات، الانتقام من هزيمتها في حرب الـ12 يوماً الأخيرة مضيفا أن إيران تجاوزت صدمات العقوبات على مدار السنوات الماضية.
وأشار إلى أن الأعداء شنوا حرباً مركبة ضد إيران عبر تعبئة القوة العسكرية الغربية بكامله، في محاولة لشن حرب وجودية تستهدف تفكيك البلاد، لكن الشعب الإيراني أفشل تلك المحاولات ومشددا على أن قبول إيران بوقف إطلاق النار تم من موقع قوة، وليس تحت الضغط.
وبدوره، شدد نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، على أن الأعداء لا يجب أن يحاولوا اختبار قدرات وإمكانيات طهران من خلال جرّها إلى مسرح بعيد عن العقلانية والمنطق والمفاوضات التي تلتزم بها دائماً، مؤكداً أن أي محاولة من هذا النوع ستضعهم في موقف محرج أمام أنفسهم وأمام من حولهم.
وبالمحصلة، تظهر التصريحات الأخيرة تمسك طهران بخيار الحوار كمسار دبلوماسي في مقابل استعداد عسكري كامل لردع أي تهديد محتمل. اذ وبينما تلوّح إيران بالرد القوي على أي عدوان، فإنها في الوقت نفسه تؤكد أن يدها لا تزال ممدودة للتفاوض، شرط أن يكون مبنياً على الواقعية السياسية، بعيداً عن الإملاءات والشروط المسبقة.