02 أيلول , 2025

دماء الشهداء القادة.. الدافع والوقود لتثبيت الموقف الجهادي تجاه غزة

جريمة اغتيال رئيس حكومة التغيير والبناء وأعضائها، جاءت كمحاولة صهيونية ممنهجة لكسر الإرادة الوطنية وثني اليمن عن دوره في إسناد غزة. غير أن الرد الشعبي والرسمي جاء معاكسًا لكل حسابات العدو، إذ أظهر تماسكا أكبر، وتصميما أوضح، وتمسكا أشد بالموقف الجهادي في نصرة الشعب الفلسطيني.. ورسالة لا لبس فيها أن دماء الشهداء ستتحول إلى دافع قوي ووقود صلب لمواصلة المعركة.

معادلة صمود وثبات جديدة رسختها صنعاء في وجه العدو الصهيوني بجريمة اغتيال رئيس حكومة التغيير والبناء أحمد غالب الرهوي ورفاقه الوزراء.. فدماء الشهداء القادة، لم تُطفئ وهج القرار اليمني، بل أشعلت نار المواجهة، في رسالة لكيان الاحتلال إن اليمن مهما نزف، سيبقى في قلب معركة الأمة.
فجريمة الاغتيال الصهيونية التي استهدفت قادة سياسيين أثناء توليهم مهامهم الحكومية، كان الهدف منها ضرب رأس القرار السيادي اليمني وثنيه عن موقفه الثابت في نصرة فلسطين وغزة.
لكن المشهد اليمني بعد ساعات من الجريمة، جاء مغايرًا لكل حسابات العدو. فبدلًا من الانهيار أو التراجع، تجلت وحدة وطنية غير مسبوقة، حيث سارعت القيادة الثورية والسياسية والعسكرية إلى تأكيد الاستمرارية في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.. 
أمر تجلى عبر قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط بتكليف نائب رئيس الوزراء لمواصلة مهام الحكومة، في إشارة واضحة أن اليمن لا يُدار بالأشخاص بل بالمبادئ الراسخة. فضلا عن البيان الرسمي لرئاسة الجمهورية الذي لم يكن مجرد نعي، بل رسالة سياسية مشحونة بالصلابة. وسط تأكيد على أن دماء الشهداء ستكون وقودًا لتصعيد عسكري وسياسي أكبر في مواجهة العدو الصهيوني، وأن الموقف اليمني في إسناد غزة لن يتزحزح مهما بلغت التضحيات.
عسكريا كما سياسيا، أعلنت القيادة العسكرية عبر القوات المسلحة ووزارة الدفاع جاهزيتها التامة لمواصلة العمليات الهجومية في البر والبحر والعمق الاستراتيجي للعدو، مؤكدة أن الردع اليمني سيتعاظم، وأن اغتيال القادة سيكون شرارة لتوسيع دائرة المواجهة. 
ومن هنا استمرت القوات المسلحة بعملياتها بعد جريمة الاغتيال وفي أحدثها استهداف السفينة الصهيونية سكارليت راي في البحر الاحمر بصاروخ بالستي.  
أما على المستوى الشعبي، فكان الشعب اليمني على مستوى التحدي ليفشل رهان العدو، إذ خرجت الجماهير اليمنية المليونية في تشييع القادة لتجدد العهد بالمضي في خط الجهاد والنصرة، مؤكدة أن هذه الجريمة دليل على خوف العدو من موقف صنعاء الراسخ تجاه فلسطين.. موقف لن يتغير مهما بلغت التضحيات.. 
وبالمحصلة فشل العدوان الصهيوني في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، وبدلًا من ذلك، صنعاء خرجت من محنتها أقوى وأكثر تصميماً على السير في طريق التحرير والدعم المستمر لفلسطين. فدماء الشهداء هي وقود المعركة الذي يثبت أن ما بعد استشهاد رئيس الوزراء ورفاقه، هو يمن أكثر تصميمًا، وأكثر قوة وحضورا في قلب المعركة، بل وأشد ارتباطًا بالقضية الفلسطينية المركزية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen