كتائب القسام تعلن استشهاد القائد محمد السنوار.. إرث مقاوم لا يُمحى
في تطور بارز يكشف حجم التضحيات التي تقدمها المقاومة الفلسطينية، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام استشهاد القائد محمد السنوار رئيس أركان القسام الجديد وشقيق رئيس المكتب السياسي للحركة الشهيد يحيى السنوار.
محمد السنوار.. اسم ارتبط بواحدة من أعقد مراحل المواجهة مع الاحتلال، وقائد حمل على عاتقه مسؤولية إعادة تشكيل بنية المقاومة بعد سلسلة الاغتيالات. برحيله، لا تخسر غزة رجلا عاديا بل تفقد مهندسا عسكريا صنع معادلات ردع أرهقت جيش الاحتلال.
لتؤكد كتائب القسام في بيانها الرسمي أن القائد محمد السنوار استشهد متأثراً بجراحه بعد استهدافه في غارة إسرائيلية نفذت في الثالث عشر من مايو/أيار الماضي على مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
ويُعد السنوار أحد أبرز القادة الذين تصدروا قائمة المطلوبين لدى الاحتلال منذ سنوات نظرا لدوره المحوري في تطوير قدرات المقاومة.
السنوار الذي ولد في مخيم خان يونس عام 1975 لعائلة مهجرة من مدينة المجدل نشأ في بيئة مقاومة وتأثر بشقيقه الأكبر يحيى السنوار الذي قاد الحركة سياسيا قبل أن يرتقي شهيداً في خريف عام 2024. التحق محمد بصفوف القسام عام 1991، وتدرج في مواقع المسؤولية حتى بات عضوا في هيئة الأركان وتولى قيادة لواء خان يونس قبل أن يصبح الرجل الثاني في القيادة العسكرية بعد محمد الضيف.
للقائد الشهيد بصمة واضحة في تطوير تكتيكات القتال تحت الأرض والعمليات النوعية التي استنزفت الاحتلال أبرزها عملية الوهم المتبدد عام 2006 التي انتهت بأسر الجندي جلعاد شاليط. ورغم نجاته من عدة محاولات اغتيال في 2003 و2004 و2012 و2014 ظل السنوار هدفا دائما لآلة الاغتيال الإسرائيلية التي أعلنت استهدافه مرارا دون تأكيد مصيره حتى اليوم.
وبالتوازي مع إعلان استشهاده نشرت كتائب القسام عبر منصاتها الرسمية صورا غير مسبوقة لقادتها الذين ارتقوا منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم القائد العام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، إضافة إلى إسماعيل هنية ويحيى السنوار. الصور التي ظهرت للمرة الأولى تضمنت لقطات لاجتماعات قيادية نادرة في رسالة بدلالات قوية عن وحدة الميدان وتواصل المسيرة.
محللون صهاينة وصفوا استشهاد السنوار بأنه ضربة كبيرة لحماس لكنهم أقروا بأن الحركة أثبتت مرارا قدرتها على إعادة إنتاج قياداتها والحفاظ على نهجها رغم سلسلة الاغتيالات التي طالت أبرز رموزها.
تؤكد المقاومة الفلسطينية، برحيل محمد السنوار لا تنطفئ جذوة المقاومة بل تشتدّ أكثر. فالرجل الذي حمل السلاح ثلاثة عقود، يترك خلفه إرثا من الصمود والتخطيط والابتكار، لتبقى الرسالة الأوضح: القادة يرحلون.. لكن الطريق لا يُمحى.