باراك في بيروت وسط تصعيد وتحريض: ترتيبات أمنية أم فرض أمر واقع
فيما يقرّ إعلام العدو بفشل الرهانات على الضغط العسكري وحده، يتحرّك الموفد الأميركي توماس باراك في جولة جديدة على المسؤولين اللبنانيين، محمّلًا بملفّات حساسة تتجاوز مجرّد ترتيبات أمنية، إلى مشاريع تبدأ بنزع سلاح حزب الله، ولا تنتهي عند إنشاء مناطق عازلة واقتصادية على الحدود.
تحركات مكوكية وتحرّكات مثيرة للقلق في بيروت، مع انطلاق جولة الموفد الأميركي توماس باراك، التي ترافقه فيها مورغان أورتاغوس والسيناتور ليندسي غراهام، المعروف بتشدّده وانحيازه الشديد إلى الكيان الصهيوني.
أجواء الجولة يطغى عليها التوتّر، خاصة بعد التصريحات التصعيدية لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الذي ربط خفض وجود جيشه في الجنوب اللبناني بما سمّاه "نزع سلاح حزب الله"، واصفًا قرار الحكومة اللبنانية بهذا الشأن بـ"الخطوة الجوهرية".
كلام نتنياهو جاء Gيعيد المعادلة إلى نقطة الصفر: لا انسحاب إسرائيلي، ولا ترتيبات أمنية، قبل تنفيذ الشروط الإسرائيلية بالكامل.
التسريبات الإعلامية من الولايات المتحدة و"تل أبيب" تزيد الصورة تعقيداً. موقع "أكسيوس" الأميركي نقل عن مصادر إسرائيلية وأميركية أن باراك يسوّق لفكرة ترتيبات أمنية جديدة بين إسرائيل ولبنان وسوريا، تمهيداً لما تسميه واشنطن "تطبيعاً إقليمياً"، في ظل استمرار الحرب على غزة.
أما الأوساط السياسية في بيروت، فتنظر بحذر إلى هذه الجولة. فوفق مصادر مطلعة، فإن الدولة اللبنانية ستنتظر ما سيقدّمه باراك، لكنها ترفض تماماً أي مقترحات من قبيل "منطقة عازلة" أو "منطقة اقتصادية" على الحدود. فهذه الطروحات، كما قال مرجع بارز، تعني البقاء في حالة تجميد سياسي أو العودة إلى ما قبل الصفر.
وبينما تُعقد لقاءات باراك الرسمية اليوم مع الرؤساء الثلاثة، يترقّب الداخل اللبناني أيضاً التقرير الذي يُعدّه الجيش اللبناني حول خطة "حصر السلاح بيد الدولة"، والذي يُفترض أن يُناقَش في جلسة الحكومة المرتقبة في 2 أيلول.
لكن، بحسب مصادر سياسية، فإن الجيش أوصل رسائل واضحة تفيد بعدم قدرته على تنفيذ الخطة بالكامل في ظل العدوان والاحتلال الإسرائيلي، وضرورة التفاهم السياسي لتفادي أي صدام داخلي يهدد الاستقرار.