غزة تحت النار.. الاحتلال يواصل سياسة التدمير البطيء
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، معتمدًا تكتيك الأرض المحروقة في مناطق شمال وجنوب المدينة. ومع تصاعد القصف والدمار، تزداد معاناة السكان العالقين وسط خيارات النزوح المحدودة أو البقاء تحت النار.
في مشهدٍ متكرر، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية قضم الأحياء السكنية في مدينة غزة، معتمدةً تكتيك التدمير الكامل قبل التقدم البري البطيء. هذا الأسلوب الذي عُرف في عملية "مركبات جدعون 1"، يُستخدم اليوم مجددًا في أحياء الزيتون والصبرة جنوب المدينة، وجباليا والشيخ رضوان شمالها.
في حي جباليا النزلة، زج الاحتلال بخمس ناقلات جند مفخخة من طراز M103، كل واحدة تحمل نحو أربعة أطنان من المتفجرات، فجّرها وسط المنازل، ما تسبب في تدمير عشرات الأبنية. كما استخدم أسلوبًا جديدًا في التفجير، عبر طائرات مسيّرة صغيرة (كوادكابتر)، تحمل مواد شديدة الانفجار، وتُزرع مباشرة داخل المنازل المستهدفة.
التكتيك العسكري تزامن مع قصف مدفعي كثيف، وعمليات إخلاء قسرية لعشرات المنازل. مصادر محلية أكدت أن الاحتلال أنذر عشرة منازل بالإخلاء الفوري قبل تدميرها في جباليا.
وفي وقت تُدمَّر فيه ثلثا منازل جباليا النزلة وجباليا البلد، تتزايد مؤشرات نية الاحتلال تطويق مدينة غزة من الجهة الشمالية الشرقية، بعد إفراغ بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا.
أما جنوبًا، ففي حي الصبرة الملاصق لتل الهوا والرمال، تواصل قوات الاحتلال منذ أسبوعين عملية تدمير ممنهجة للبنايات السكنية، تمهيدًا للتقدم باتجاه وسط المدينة.
وفي ظل هذه الهجمة، يعيش أكثر من مليون إنسان في مدينة غزة حالة عجزٍ تام، إذ لا قدرة لمعظمهم على النزوح، في ظل ارتفاع تكاليف الانتقال وانعدام المناطق الآمنة.
ورغم دعوات الاحتلال للسكان بالتوجه نحو الجنوب، لا تزال خانيونس تتعرض لقصف عنيف، في وقت لم تُعلَن فيه أي منطقة إنسانية آمنة حتى الآن، ما يجعل من النجاة هدفًا بعيد المنال.