25 آب , 2025

جيش بلا إرادة... وصراع مفتوح في تل أبيب حول احتلال غزة

في الوقت الذي تصرّ فيه الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ قرار احتلال مدينة غزة، تتكشّف ملامح صراع داخلي في مؤسسات الكيان، حيث يعارض الجيش تلك الخطط بصمت وتكتيك، عبر تسريبات وتحذيرات عن الثمن الباهظ، وانخفاض المعنويات، وخطر الانهيار من الداخل.

من خلف الكواليس، يتنامى صراع خفي بين المؤسسة العسكرية والقيادة السياسية في إسرائيل، حول القرار المعلَن باحتلال مدينة غزة. الجيش، الذي يُظهر علنًا استعداده، يعمل سرًا على إبطاء التنفيذ، عبر تسريبات محسوبة تتحدث عن "عدم الجاهزية"، و"الخوف على حياة الرهائن"، و"غياب المنطقة الآمنة"، وكلها تُقدَّم كعقبات لوجستية أمام اقتحام واسع.

مصدر عسكري  صهيوني رفيع قال لصحيفة هآرتس إن العملية، إن نُفِّذت، قد تستغرق أكثر من عام، ويجب أن تسبقها ترتيبات إنسانية لتفادي تداعيات دولية قاسية. لكن خلف هذه التحذيرات، يقف انخفاضٌ حاد في معنويات الوحدات القتالية، وامتناع متزايد عن الالتحاق، حتى من قِبل الطيارين، في ظل مهام وصفها بعض الجنود بغير المجدية وعديمة الهدف.

وفيما يواصل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الترويج لاحتلال غزة كوسيلة لإعادة الأسرى، يرى الجيش الصهيوني أن تدمير المدينة لن يحقق الأمن، بل قد يُدخل الجيش في مأزق استنزاف طويل.

هذا الانقسام لا يقتصر على الجيش والحكومة، بل يمتد إلى المعارضة. زعيمها، يائير لابيد، اتهم الحكومة بالتلاعب وموت الأسرى، ورفض تشكيل حكومة إنقاذ مؤقتة كما اقترح بيني غانتس، مشددًا على أن الحكومة تطلق وعودًا جوفاء بلا نتائج.

من جهتها، حركة حماس أعلنت على لسان القيادي باسم نعيم أنها لم تتلقَ أي رد رسمي على العرض الأخير الذي وافقت عليه  لوقف إطلاق النار، متّهمة الحكومة الإسرائيلية بـالمماطلة والهروب إلى الأمام، بقرع طبول الحرب على محافظة غزة، وهو السلوك الذي جربه العدو الصهيوني مرات عديدة على مدار أكثر من 22 شهر، وفشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، غير الموت والدمار، لإشباع طموحاته المسيانية أو نفسيتة الشوفينية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen