25 آب , 2025

المياه كسلاح إبادة.. الاحتلال يحاصر غزة بالعطش والدمار

اتهمت منظمة "أطباء بلا حدود" كيان الاحتلال الإسرائيلي باستخدام المياه كسلاح ضد سكان قطاع غزة، عبر تدمير البنى التحتية المائية ومنع إصلاحها، ما أدى إلى تفشي الأمراض وتفاقم معاناة النزوح تحت القصف المستمر.

في غزة، لم يعد الحصار يقتصر على إغلاق المعابر أو قصف المنازل، بل تحوّل الماء ذاته إلى سلاحٍ فتاك بيد الاحتلال. مشاهد العطش وغياب الماء النظيف، إلى جانب أصوات الانفجارات والغارات، تعكس وجهاً آخر من وجوه الإبادة الجماعية التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان محاصرين في القطاع.

تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أنّ الاحتلال يتعمّد حرمان أبناء غزة من المياه، بعد قصف أنبوبي نقل مياه رئيسيين من أصل ثلاثة، ما أدى إلى خروج أكثر من ستين محطة تحلية عن الخدمة. كما تعمّد الاحتلال عرقلة عمليات الإصلاح ومنع استيراد المواد الضرورية لمعالجة المياه، وهو ما تسبب في تدهور خطير لمستوى المياه الصالحة للشرب.

هذا النقص الحاد في المياه انعكس على الواقع الصحي، حيث انتشرت الأمراض الجلدية وأمراض أخرى ناجمة عن انعدام النظافة. ومع استمرار القصف، حذرت المنظمة من نزوح واسع داخل غزة، مشيرة إلى أنّ القصف المكثف أجبر حتى موظفيها على مغادرة منازلهم والفرار من محيط مدينة غزة.

بالتوازي، صعّد الاحتلال غاراته على خيام النازحين في خان يونس ومواقع انتظار المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، لترتفع حصيلة ضحايا الإبادة إلى أكثر من 62 ألف شهيد منذ بدء العدوان.

هكذا، يمضي الاحتلال في توظيف كل الأدوات الممكنة لإخضاع غزة، من قصف وتدمير وتجويع، وصولاً إلى حرمان المدنيين من أبسط مقومات الحياة. غير أنّ مشهد النزوح المتواصل وتزايد أعداد الضحايا، يضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وإنساني، ويؤكد أنّ ما يجري لم يعد مجرد حرب، بل جريمة ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني ذاته.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen