24 آب , 2025

هزّة سياسية في هولندا.. فشل الاحتلال يربك العواصم الأوروبية

بينما يتصدع جيش الاحتلال في ميادين غزة، تتزلزل أركان حكومات غربية داعمة له في مشهد يعكس ارتداد العدوان على الاحتلال وحلفائه.

تتوالى الانعكاسات السياسية للعدوان الإسرائيلي على غزة لتصل هذه المرّة إلى قلب أوروبا، إذ هزت موجة استقالات واسعة حكومة تصريف الأعمال الهولندية بعد انسحاب تسعة وزراء من الائتلاف الحاكم احتجاجا على رفض الحكومة فرض عقوبات إضافية ضد الاحتلال الإسرائيلي في ظل حربه المدمّرة على القطاع وتسارع سياساته الاستيطانية في الضفة الغربية.

أول المستقيلين كان وزير الخارجية "كاسبار فيلدكامب" الذي أعلن فقدان ثقته في استمرار مهامه بعد أن واجه رفضا متكرراا لمقترحاته بفرض إجراءات رادعة ضد إسرائيل.

وقال فيلدكامب في بيان: أرى ما يحدث على الأرض.. الهجوم على مدينة غزة، وما يجري في الضفة الغربية، وقرار بناء المستوطنات.."

وتبعت استقالته مباشرة استقالات متتالية شملت نائب رئيس الوزراء ووزراء بارزين في الداخلية والتعليم والصحة وصولا إلى وزراء الدولة لشؤون التجارة الخارجية ليصبح عدد المنسحبين تسعة وزراء دفعة واحدة ما أفقد الحكومة الأغلبية البرلمانية وأدخل البلاد في أزمة سياسية خانقة قبيل الانتخابات المقبلة.

حزب "العقد الاجتماعي الجديد" برّر الانسحاب بخلافات عميقة حول الموقف من الاحتلال بينما اعتبر حزب "BBB" الشعبوي أن الحكومة باتت بلا دفة قيادة وسط إدانات أوروبية متصاعدة للممارسات الإسرائيلية وصلت إلى توقيع هولندا و21 دولة أخرى على بيان مشترك ضد التوسع الاستيطاني واعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

وفي ردّها على الخطوة وصفت حركة حماس استقالات الوزراء بأنها موقف شجاع وأخلاقي في مواجهة حرب الإبادة داعية الحكومات الأخرى إلى تحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية وفرض عقوبات على الاحتلال ووقف مجازره بحق المدنيين.

تطورات تأتي في وقت يقر فيه العدو الإسرائيلي بخسائر فادحة في صفوفه وعجزه عن كسر المقاومة أو إنهاء المعركة مع اعترافات متلاحقة بفشل التقديرات الميدانية.

اعترافات تفضح مأزق الاحتلال وتكشف عمق الورطة التي أوقع نفسه فيها بينما تثبت المقاومة يوما بعد يوم أن مشروع الكيان إلى زوال وأن معركة غزة تحوّلت إلى زلزال يضرب تل أبيب.. ويرتد على عواصم داعميها..

الكلمات المفتاحية

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen