21 آب , 2025

باعتراف العدو: اليمن يكسر معادلة الردع.. وواشنطن تفشل في حماية الكيان

تتوالى اعترافات الصحافة العبرية والمراكز البحثية الغربية عن مأزق استراتيجي يعيشه الكيان الصهيوني أمام القدرات العسكرية اليمنية المتصاعدة، وسط إقرار بأن معادلة الردع التي طالما تباهى بها الاحتلال قد تآكلت أمام قدرات القوات المسلحة اليمنية، فيما فشلت واشنطن بترسانتها العسكرية في حماية الكيان من الصواريخ اليمنية.

في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الدموي على غزة، تكشف اعترافات عبرية وغربية حجم التآكل في قوة الردع الصهيونية، بعدما تحولت صنعاء إلى لاعب إقليمي يفرض معادلات جديدة في الميدان. فعلى الرغم من الاعتداءات الصهيونية على اليمن وما رافقها ولا يزال من دعم أميركي مباشر وغير مباشر، وما سبقها من عدوان امريكي، لم تنجح تل أبيب في كبح القدرات اليمنية، فيما أخفقت واشنطن في تأمين الحماية الكاملة لحليفتها بعد أن أنفقت مليارات الدولارات وأطلقت مئات الصواريخ لاعتراض الهجمات من البحر الأحمر وحتى العمق المحتل.

واقع تكشفه اعترافات الصحافة العبرية والمراكز البحثية الغربية والتي تتحدث عن مأزق استراتيجي يعيشه الكيان الصهيوني أمام القدرات العسكرية اليمنية المتصاعدة.

صحيفة معاريف العبرية أقرت بأن معادلة الردع التي طالما تباهى بها الاحتلال قد تآكلت، بعدما تحوّل كل تصعيد في غزة إلى مدخل لتوسيع الجبهات، حيث تتكامل الساحات في مواجهة المشروع الصهيوني. ومع كل قرار عسكري إسرائيلي عالي المخاطر، مثل خطة احتلال غزة رغم نقص القوى البشرية، يبرز اليمن كفاعل إقليمي قادر على جعل العدوان مكلفاً على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

المشهد ذاته أكده معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول الأميركي، الذي وصف عمليات القوات المسلحة بأنها أكثر جرأة وصلابة من أي وقت مضى، مشيراً إلى فشل الغارات الإسرائيلية ـ رغم كثافتها ودعم واشنطن ـ في كسر قدرات صنعاء. بل على العكس، تحوّلت استهدافات الاحتلال للبنى التحتية المدنية إلى ضربات رمزية كشفت سوء تقدير استراتيجي، في حين واصل اليمن شلّ الموانئ والمطارات الإسرائيلية، وألحق بميناء إيلات خسائر بلغت 90% من نشاطه.

أما موقع ريسبونسبل استيتكرافت فكشف جانباً آخر من المأزق، إذ أن البحرية الأميركية أطلقت مئات الصواريخ الدفاعية بكلفة مليارات الدولارات لحماية الاحتلال من هجمات اليمن، لكنها عجزت عن وقفها.

معطيات تؤكد أن الكيان الصهيوني يواجه حرب استنزاف متعددة الأوجه: جيش مرهق، حكومة مأزومة، جبهات مفتوحة، واقتصاد مهدد. في المقابل، يثبت اليمن أنه لاعب إقليمي يغيّر القواعد، قادراً على توسيع رقعة الاشتباك وإرباك حسابات الاحتلال وحلفائه الغربيين. ما يكشف أن ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه بالقوة المفرطة، فشلت واشنطن في تعويضه بالدعم العسكري، لتتبدّد صورة التفوق أمام صمود اليمنيين وإصرارهم على نصرة غزة. وهكذا، يتضح أن استمرار العدوان لم يعد خياراً آمناً للكيان الصهيوني ولا لحلفائه، وأن معادلة المقاومة المتعددة الجبهات تفرض واقعاً جديداً، عنوانه: فشل الردع الإسرائيلي ـ الأميركي مقابل تفوق الإرادة والقدرة اليمنية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen