18 آب , 2025

مخطط إسرائيل الكبرى.. الخطر القائم وخيارات العرب في المواجهة

مخطط احتلال قطاع غزة، لا يقف عند حدود الدولة الفلسطينية.. إذ أخرج معه إلى العلن المشروع القديم الجديد الذي يعرف باسرائيل الكبرى والذي يهدد عدة دول عربية.. فأي خيارات يملكها العرب لمواجهة هذا الخطر القائم؟

مشروع إسرائيل الكبرى.. أعلنهه رئيس وزارء العدو بنيامين نتياهو في تصريح وُصف بالخطير والمكشوف.. مشروع  ليس تهديداً للفلسطينيين وحدهم وللقضية المركزية للامة الاسلامية، بل لكل دولة عربية.. خاصة وأن خطره لا يقف عند حدود فلسطين التاريخية، بل تمتد لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بأكمله، بما يضمن لكيان العدو التفوق والهيمنة المطلقة برعاية أميركية ودعم غربي واسع .

هذا الإعلان يعكس بوضوح أن الاحتلال لا ينظر إلى العرب كشركاء سلام، بل كمجال حيوي للتوسع والسيطرة على شرايين التجارة والطاقة، وعلى القرار السياسي في العواصم العربية. وهنا تسقط كل شعارات التطبيع والسلام الإبراهيمي، وتبقى الحقيقة الوحيدة القائمة وهي أن إسرائيل لا تريد سوى الإخضاع والهيمنة.

واليوم، يضع تصريح نتنياهو العرب جميعاً أمام مسؤولية تاريخية، ليس تضامناً مع الشعب الفلسطيني فحسب، بل دفاعاً عن سيادتهم الوطنية وأمنهم القومي الذي االلذي بات مهددا. ولكن، حتى الساعة فإن الردود العربية الرسمية اقتصرت على بيانات رفض واستنكار من مصر والأردن والجامعة العربية. وفي المقابل الشارع العربي يطالب بمواقف عملية، تبدأ بتجميد أو مراجعة اتفاقيات التطبيع، مثل كامب ديفيد ووادي عربة، مروراً باستخدام الضغوط الاقتصادية ووقف التعاون الأمني والاستخباراتي، وصولاً إلى دعم المقاومة الفلسطينية سياسياً ومادياً، باعتبارها خط الدفاع الأول عن المنطقة بأكملها.

إلى جانب ذلك، فإن تجميد التعاون الأمني والاستخباراتي، والتحرك عبر الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، يمنح العرب أوراق ضغط قانونية ودبلوماسية. كما أن تفعيل الحراك الشعبي والتظاهرات المناهضة للاحتلال يعيد تشكيل الرأي العام الإقليمي، ويمنح الموقف العربي قوة إضافية.

إنّ مواجهة إسرائيل الكبرى تتطلب وحدة عربية حقيقية، وتكاملاً بين الإرادة الشعبية والموقف الرسمي، لتتحول المقاومة السياسية والاقتصادية والقانونية إلى جدار دفاعي يردع أطماع الاحتلال ويحمي الأمن القومي العربي. فهذا المشروع ليس تهديداً للفلسطينيين وحدهم، بل لكل دولة عربية… ومواجهته لن تكون ممكنة إلا بوحدة الصف العربي، وبإرادة مشتركة توظف كل أدوات القوة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بل والعسكرية… قبل أن يصبح هذا الخطر واقعاً يهدد حاضر المنطقة ومستقبلها.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen