انتهاكات ممنهجة ضد الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال
كشف مكتب إعلام الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن تصاعد خطير في الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ظروف مأساوية تتفاقم منذ بدء العدوان على الشعب الفلسطيني.
في سجن "مجدو"، يواجه الأسرى حملة تنكيل متواصلة تشمل التفتيشات المستمرة، والضرب، والتجويع، وسط غياب تام للرعاية الطبية. كثير منهم يعانون من أمراض جلدية أبرزها "السكابيوس"، فيما كان آخر الاقتحامات، المعروف بـ "القمعة"، قد شهد ضرباً وسحلاً للأسرى أدى إلى إصابات وانتفاخات في أجساد معظمهم.
مكتب إعلام الأسرى أكد أن توزيع وجبات الطعام يتم بشكل تعسفي وعلى نحو متعمد في أسوأ حالاته، محملاً إدارة السجون المسؤولية عن حياة المعتقلين، وداعياً المؤسسات الدولية إلى التدخل لوقف ما وصفها بـ"الجريمة المنظمة".
أما في سجن "الدامون"، فقد نفذت إدارة السجن أربع عمليات قمع متتالية ضد الأسيرات خلال النصف الأول من الشهر الجاري، باستخدام أساليب التنكيل والإذلال، بينها إجبارهن على خفض رؤوسهن واقتيادهن بطريقة مهينة، وصولاً إلى استخدام الغاز والكلاب البوليسية.
ويواصل الاحتلال اعتقال 48 أسيرة، بينهن طفلتان هما سالي صدقة وهناء حماد، إضافة إلى أسيرتين حاملين، أبرزهن ريماء بلوي التي تدخل شهرها الثامن في ظل وضع صحي حرج. كما تعاني الأسيرة فداء عساف من مرض السرطان وتحتاج إلى رعاية طبية عاجلة.
وفي هذا السياق، عبّرت عائلات الأسيرات عن قلق بالغ على أوضاع بناتهن، حيث قالت والدة إحدى المعتقلات إن ابنتها "تعيش في ظروف لا تليق بالبشر، بلا دواء ولا طعام كافٍ، ومع خوف دائم من القمع". وأكدت عائلات أخرى أن صمود الأسيرات هو رسالة أمل، لكن الوضع يتطلب تدخلاً دولياً سريعاً قبل فوات الأوان.
تتزامن هذه الانتهاكات مع سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف إذلال الأسرى وإضعاف صمودهم، في وقت تتصاعد فيه المطالب الحقوقية والدولية بضرورة توفير حماية عاجلة للمعتقلين الفلسطينيين، ولا سيما النساء والأطفال والمرضى، أمام ظروف اعتقال تُوصف بأنها جريمة حرب مكتملة الأركان.