الموت جوعًا في غزة.. حصار يهدد مليون امرأة وطفلة بالمجاعة
في غزة لم يعد الموت خيارًا بين قذيفة ورصاصة، بل صار الجوع والمرض طريقًا آخر للإبادة الجماعية حيث تختصر حكاية الشقيقين الضبّة مأساة شعبٍ يُحاصر حتى الرمق الأخير.
حصار يفتك بالأحياء كما بالقصف، ومجاعة تتسع رقعتها يوما بعد يوم.. في مشهد يلخص قسوة الحصار وجريمة التجويع الممنهج استشهد الشقيقان محمود سهيل الضبة وحنان الضبة بعدما أنهكهما المرض والإعاقة وسوء التغذية في وقت حرم فيه القطاع من الدواء والغذاء بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق.
عمتهما تروي أنّ معاناتهما لم تكن معزولة، فالعائلة فقدت سابقًا والدة الشهيدين وأخًا وأختًا لهما تحت نيران القصف الإسرائيلي المستمر.
وزارة الصحة في غزة أكدت تسجيل 11 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة نتيجة المجاعة، بينهم طفل، ليرتفع العدد الكلي لضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 251 شهيدًا، بينهم 108 أطفال. وفي تقرير سابق، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ غزة تشهد أعلى مستويات الجوع منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، بينما تواصل الأمم المتحدة مطالبة الاحتلال بفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
من داخل مجمع ناصر الطبي بخان يونس، أوضح رئيس مستشفى الأطفال الدكتور أحمد الفرا أنّ المستشفى استقبل خلال يوم واحد 35 حالة سوء تغذية شديدة، وأكثر من 70 حالة خلال أسبوع، مؤكّدًا أنّ نقص الأدوية والحليب الخاص بالأطفال يفاقم الكارثة.
وكالة الأونروا من جهتها، حذّرت من أنّ الجوع يزحف بسرعة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ مليون امرأة وفتاة يواجهن خطر المجاعة، وأن كثيرات يُجبرن على اتباع استراتيجيات بقاء خطيرة بحثًا عن الماء والطعام.
أما مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فكشف عن توثيق 11 هجومًا إسرائيليًا منذ مطلع الشهر على فلسطينيين كانوا يؤمّنون قوافل المساعدات، وهو ما ضاعف من الفوضى وسرّع وتيرة المجاعة. وأكد المكتب أنّ 1670 فلسطينيًا قُتلوا بالرصاص أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات بين 27 أيار/مايو و13 آب/أغسطس الجاري، مطالبًا بتحقيق عاجل ومستقل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
وبينما تحذر الأمم المتحدة من انهيار إنساني شامل ما لم يُرفع الحصار، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي، حربه الإباديّة على غزة، مخلفًا أكثر من 61 ألف شهيد، و155 ألف مصاب، وآلاف المفقودين، وسط مجاعة تتسع رقعتها يومًا بعد يوم، وتحصد أرواح الأبرياء، وفي مقدمتهم الأطفال.