دولي

كشفت مجلة بريطانية عن تراجع غير مسبوق في شعبية الكيان الصهيوني داخل الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرة أن هذه السمعة التي كانت لسنوات تتمتع بدعم قوي في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية قد انحدرت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق نتيجة حرب الإبادة والتجويع التي يواصل الاحتلال تنفيذها ضد سكان قطاع غزة، وأوضحت مجلة فورين بوليسي في تقرير أعده ديون نيسنباوم أن مشاهد الأطفال الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية الحاد قد هزت الرأي العام الأمريكي والعالمي وأثارت موجة جديدة من الإدانة للسياسات الإسرائيلية، مؤكدة أن هذه الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع جعلت من الصعب على صناع القرار في واشنطن الدفاع عن ممارسات الاحتلال أو تبريرها أمام ناخبيهم، وأشارت المجلة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستغل الحرب الجارية ليس فقط من أجل تحقيق أهداف عسكرية بل لإفشال أي إمكانية مستقبلية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب السعي لتوسيع حدود الكيان وإعادة فرض السيطرة المباشرة على القطاع في خطوة تمثل ارتداداً عن أي مسار سياسي للحل السلمي، وأضاف التقرير أن الاحتلال تعمد تدمير البنية التحتية المدنية في غزة بشكل ممنهج حيث طالت غاراته المستشفيات التي كانت تؤوي آلاف الجرحى والمرضى، والجامعات التي تمثل ركائز للمعرفة والتعليم، والمدارس التي تحولت إلى ملاجئ للنازحين، فضلاً عن المباني الحكومية التي تدير شؤون الحياة اليومية للسكان، كما تناولت المجلة الحملة المنظمة التي شنها الاحتلال ضد الأمم المتحدة في محاولة لتقويض مصداقيتها وإضعاف دورها في الإغاثة، حيث استخدم خطاباً اتهامياً بهدف تهميش الجهود التي بذلتها هذه المؤسسة الدولية على مدى عقود في دعم اللاجئين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الإنسانية، ولفتت إلى أن هذه السياسة العدائية تجاه المنظمات الدولية تأتي في وقت يعيش فيه القطاع أسوأ أزماته الإنسانية مع تفشي المجاعة وانهيار النظام الصحي وتزايد أعداد الضحايا، وهو ما عمّق من عزلة الاحتلال على الساحة الدولية ودفع قطاعات واسعة من المجتمع الأمريكي بما في ذلك الأجيال الشابة وأوساط من الجالية اليهودية إلى إعادة النظر في مواقفها التقليدية المؤيدة له، وأكدت المجلة أن هذا التحول في المزاج الشعبي الأمريكي قد تكون له تداعيات بعيدة المدى على العلاقات بين واشنطن وتل أبيب خاصة إذا استمرت الجرائم بحق المدنيين في غزة وواصل الاحتلال تحديه للضغوط الدولية المطالبة بوقف الحرب.