16 آب , 2025

غزة بين التجويع والاستهداف.. الاحتلال يحوّل المساعدات إلى سلاح حرب

في واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية، يعيش أكثر من مليوني إنسان في غزة مأساة مركبة، حيث يحاصرهم الاحتلال بالجوع ويستهدفهم بالنار، في ظل عجز دولي وانهيار شبه كامل لآليات الإغاثة.

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ سياسة ممنهجة وصفها بهندسة التجويع والفوضى عبر منع دخول المساعدات الإنسانية وترك ما يسمح بمروره عرضة للنهب والسطو في أجواء فوضى أمنية متعمدة. وأوضح أن ما دخل إلى القطاع خلال يومين لم يتجاوز 136 شاحنة من أصل 1200 مطلوبة، فيما لم يتخطَّ إجمالي ما وصل خلال 19 يوماً 1671 شاحنة فقط، أي ما يعادل 15% من الاحتياجات الفعلية لسكان يفوق عددهم 2.4 مليون إنسان.

القطاع المنهك يحتاج يومياً إلى أكثر من 600 شاحنة غذاء ودواء وحليب أطفال لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته، غير أن الاحتلال أغلق المعابر منذ الثاني من مارس الماضي منقلبا على اتفاق سابق كان ينص على إدخال المساعدات والوقود بشكل يومي لتتفاقم الكارثة الإنسانية حتى وصلت إلى مجاعة واسعة الانتشار.

الأمم المتحدة من جانبها كشفت أن أكثر من 1760 فلسطينيا استشهدوا منذ أواخر مايو أثناء انتظارهم المساعدات، بينهم نحو ألف قُتلوا قرب مواقع ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" فيما استشهد المئات الآخرون على طرق القوافل.

 وأكد مكتب حقوق الإنسان الأممي أن الجيش الإسرائيلي ارتكب معظم هذه الجرائم، موثقا 11 هجوماً منذ بداية أغسطس استهدفت حراس القوافل وطالبي المساعدات على حد سواء.

هذه الهجمات بحسب الأمم المتحدة، لم تسفر فقط عن عشرات الشهداء، بل أسهمت في تفشي المجاعة وانهيار النظام العام حول قوافل الإمدادات، بعدما حول الاحتلال المساعدات إلى أداة للقتل والإذلال والتهجير.

ويحذر خبراء الأمم المتحدة من أن ما يجري يمثل انتهاكا مباشرا للقانون الدولي الإنساني حيث يُفترض أن يتمتع المدنيون ومن يؤمّنون قوافل المساعدات، بالحماية الكاملة، بينما يتعرضون للاستهداف المتكرر.

في المشهد الكارثي الراهن، لا تزال غزة تصارع المجاعة والموت تحت قصف الاحتلال وحصاره وسط صمت دولي، فيما يصرّ الاحتلال على تحويل الغذاء والدواء إلى سلاح آخر في حرب الإبادة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen