استعداد اسرائيلي لتسريع عملية احتلال غزة.. خلافات سياسية وإقرار بالفشل العسكري
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جيش العدو يستعد لتسريع العملية الرامية لاحتلال مدينة غزة وفق توجيهات القيادة السياسية، كما أعلن جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات إلى حي الزيتون. خطوات تتم وسط خلافات سياسية داخلية واعتراضات دولية متزايدة، فيما يقر إعلام العدو بفشل هذه الخطة قبل بدئها.
نحو عامين من الحرب المستمرة في قطاع غزة، ولا تزال حكومة العدو تسعى لتحقيق ما عجزت عنه حتى اللحظة.. احتلال مدينة غزة بالكامل. خطوةٌ جديدة يسير بها نتنياهو متوهما أنها ستحقق له النصر المنشود..
هيئة البث الإسرائيلية أفادت بأن جيش الاحتلال يستعد لتكثيف هجماته على مدينة غزة، وتحديداً حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، حيث تم الدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة من قوات الناحال واللواء السابع، بإشراف الفرقة 99. وذلك بهدف السيطرة الميدانية وتدمير البنية التحتية العسكرية للمقاومة.
خطة تصطدم بالواقع الميداني الذي يكشف الفشل لاعسكري للعدو، فالمقاومة الفلسطينية بدورها لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث نصبت كمائن محكمة لقوات الاحتلال في الزيتون، وأوقعت خسائر بشرية وميدانية مباشرة، ما أجبر الجيش على الاعتراف بسقوط قتلى وجرحى في صفوفه. كما أن استمرار القصف لم يحقق سوى تدمير أكثر من 300 منزل ونزوح الآلاف، دون تحقيق اختراق استراتيجي على الأرض.
ما إعلام العدو فقد أقرّ بنفسه أن خطة احتلال غزة تواجه عقبات كبيرة، من أبرزها البيئة الحضرية المعقدة، شبكة الأنفاق، واستنزاف القوات الإسرائيلية التي تعاني من نقص الجهوزية.
قنوات عبرية وصفت غزة بأنها العاصمة غير الرسمية للفلسطينيين ومركز قوة المقاومة، معتبرة أن أي عملية اقتحام ستكون مغامرة خطيرة.
ورغم ذهه العقبات والمخاطر وما يرافقها من تحذيرات، يصر نتنياهو على المضي قدماً بخطته بعد أن تمكن بحسب خبراء في إخضاع قيادة الجيش وتطويعها لخدمة أجندته السياسية، حتى لو كلف ذلك حياة الجنود والأسرى. ومن هنا يحذر محللون عسكريون من أن العملية قد تستغرق أشهراً، وربما تمتد حتى سبتمبر، وأنها ستمنح المقاومة وقتاً كافياً للتحضير لمعارك أعنف.
إذا، ما بين خطط الاحتلال والواقع الميداني المعقد، يتضح أن حكومة العدو تسابق الزمن لتحقيق إنجاز ميداني مفقود منذ اندلاع الحرب، لكن الاعترافات الإسرائيلية نفسها، من قادة أمنيين وسياسيين وإعلاميين، تؤكد أن غزة تحولت إلى فخ استنزاف قد يحبط مشروع نتنياهو بالكامل، ويعيد مشهد الفشل الذي رافق الاحتلال في رفح وخان يونس إلى الواجهة... فغزة أثبتت أنها مستمرة في المقاومة رغم الدمار والمجازر.