14 آب , 2025

تصاعد المظاهرات حول العالم للمطالبة بكسر الحصار عن غزة

تصاعدت المظاهرات الأوروبية في عدة عواصم رئيسية، مطالبة بكسر حصار غزة، في وقت تشهد فيه الأزمة الإنسانية في القطاع تفاقمًا حادًا يهدد حياة المدنيين.

رصدت وسائل إعلام سويدية تصاعد التظاهرات المؤيدة لكسر الحصار عن غزة، في حين يتراجع الحراك الشعبي في منطقة الشرق الأوسط إلى مستويات شبه غائبة، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الفرق الكبير بين الغرب والعالم العربي والإسلامي. فبينما تشهد المدن الأوروبية الكبرى، مثل لندن وباريس وبرلين ومدريد وستوكهولم وأمستردام، مظاهرات حاشدة رافعة شعارات تطالب بإنهاء الحصار ووقف الجرائم الإسرائيلية، يكاد الشارع العربي والإسلامي يختفي عن المشهد، باستثناء تحركات محدودة في مدن مثل صنعاء باليمن. لندن شهدت أكبر مسيرة مؤيدة لفلسطين منذ بداية الأزمة، فيما نظمت فرنسا وقفات ومسيرات بمشاركة سياسيين معارضين ونشطاء حقوقيين وفنانين معروفين، بينما خرج آلاف الألمان في برلين وهامبورغ رغم القيود القانونية، مطالبين بوقف المجازر في القطاع، كما تميزت إسبانيا وإيطاليا واليونان بحضور شعبي واضح وتأثير ملموس على الضغوط السياسية تجاه إسرائيل.
ولم يقتصر التضامن على الشارع فقط، بل دخلت شخصيات فنية ورياضية وإعلامية غربية على الخط عبر تصريحات علنية ومشاركة في فعاليات جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية، مع مبادرات رمزية وجماعية، أبرزها تحركات الناشطة السويدية غريتا تونبرغ وقيادتها لسفينة تضامنية لإيصال المساعدات لغزة. في المقابل، يبدو المشهد العربي والإسلامي باهتًا رغم أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مرحلة الإبادة الجماعية، وهو ما يراه المراقبون مرتبطًا بحسابات أمنية وسياسية تجعل التحرك الشعبي محفوفًا بالمخاطر، خاصة مع استمرار الفعاليات الفنية والمهرجانات في الصيف الحالي دون استثمار الزخم الجماهيري لدعم غزة.
على الصعيد العالمي، بدأت الدول الغربية تتخذ خطوات سياسية ودبلوماسية ملموسة، حيث أصدر 24 وزير خارجية و3 مفوضين في الاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا دعا لإجراءات عاجلة لتخفيف معاناة القطاع، بينما أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي عن بيع حصصه في شركات إسرائيلية. ووصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، التحركات الدولية بأنها تسونامي لم يسبق له مثيل، مؤكدًا أن التأييد الشعبي للجانب الفلسطيني في الغرب يعكس تحولًا تاريخيًا، خاصة بين الشباب دون سن 35، حيث بلغت نسبة التأييد لإسرائيل ناقص 73٪.
ويشير محللون إلى أن الدعم العالمي المتصاعد للفلسطينيين يرتبط بانهيار الأسس التي كانت تروجها إسرائيل عن نفسها كديمقراطية وحضارة، ليظهر العالم اليوم أن إسرائيل تمثل المعتدي والفاشية، وليس القيم الغربية، بينما فشل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في مشروعه للقضاء على القضية الفلسطينية. وفي ضوء هذا التحول، يرى المراقبون ضرورة استثمار الزخم الدولي في تحويله إلى ضغط سياسي حقيقي لإنهاء الحرب والحصار عن غزة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen