14 آب , 2025

ترومان تفرغ ذخائرها في المحيط الأطلسي.. رسائل فشل أمريكي أمام الردع اليمني

في دليل جديد على الفشل العسكري الأمريكي أمام الردع اليمني في البحر الأحمر وخليج عدن، نفّذت حاملةُ الطائرات الأمريكية هاري ترومان عمليةَ تفريغ ضخمة للذخائر في عرض المحيط الأطلسي، خطوة يراها خبراء مؤشراً على إخفاق واشنطن في ردع صنعاء أو ثنيها عن نصرة الشعب الفلسطيني.

في مشهد يعكس التحول العميق في موازين القوى بالبحر الأحمر وخليج عدن، تتكشف فصول فشل عسكري أمريكي جديد أمام القدرات اليمنية، بعد أن اضطرت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان إلى مغادرة المنطقة وتفريغ أكثر من 1300 طن من الذخائر في عرض المحيط الأطلسي.  

وخلال خمسة أيام متواصلة، بين الثالث والثامن من أغسطس، جرت عملية تفريغ الذخائر من ترومان إلى حاملة الطائرات جورج بوش وسفينة الإمداد روبرت أي. بيري. العملية جاءت عقب مشاركة الحاملة في انتشار تاريخي – بحسب التوصيف الأمريكي – ضمن المياه القريبة من اليمن، في محاولة لمواجهة القوات المسلحة التي استهدفت السفن العسكرية والتجارية الداعمة للكيان الصهيوني. محاولات باءت بالفشل الامريكي المدوي ودفع واشنطن الى ايقاف عدوانها على اليمن وانسحابها مهزومة.

ووفق مراقبين فإن عودة ترومان وتفريغ ذخيرتها بهذا الحجم، يحمل رسالة انسحاب غير معلن، وإقراراً بفشل استراتيجية الانتشار العسكري في مناطق الحظر اليمني. كما يشيرون إلى نقاشات داخل الدوائر العسكرية الأمريكية حول جدوى الانخراط في مواجهة غير متكافئة مع القوات المسلحة التي أثبتت أنها تملك اليد العليا في معركة الاستنزاف.

فالوقائع الميدانية أثبتت أن الحملة الأمريكية ضد اليمن لم تحقق أي أهداف تُذكر، فالهجمات اليمنية لم تتوقف، بل توسعت، وامتدت لتشمل مناطق حساسة في البحر الأحمر وباب المندب، ما جعل الوجود الأمريكي نفسه عرضة للاستهداف المباشر. وأنظمة الدفاع الأمريكية المتطورة ظهرت عاجزة أمام التكتيكات اليمنية، فيما تكبّد الأسطول الأمريكي ضغوطاً لوجستية غير مسبوقة.

ومنذ أواخر العام الماضي، دفعت واشنطن بحاملات ومدمرات إلى مسرح العمليات البحري، ظناً منها أنها ستكبح الدعم اليمني لغزة. لكن كل محاولة ردع تحولت إلى استنزاف طويل المدى، ومع كل جولة مواجهة، كان اليمن يرسخ قواعد اشتباك جديدة. ويدفع الولايات المتحدة إلى إعادة حساباتها، بعدما تحولت حاملات طائراتها من رموز قوة إلى أهداف محتملة فيما، تبقى صنعاء متمسكة بموقفها: نصرة فلسطين خط أحمر، وأي اعتداء أمريكي أو صهيوني لن يمر دون رد.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen