باعتراف العدو.. ضربات اليمن تشلّ إيلات واللد وتعمّق الأزمات الداخلية
عمليات متصاعدة للقوات المسلحة اليمنية، أربكت العدو وأدخلته في دوامة من الأزمات العسكرية والاقتصادية والمعيشية، لتثبت أن يد صنعاء هي الطولى وقادرة على الوصول إلى أبعد نقطة في جغرافيا الاحتلال.
في تطور نوعي جديد، أكّد موقع “والا” العبري أن مدينة إيلات المحتلة عاشت حالة ذعر غير مسبوقة، بعد ضربة جوية نفذتها القوات المسلحة اليمنية دون تفعيل أي إنذارات، ما أصاب المستوطنين بالصدمة وأجبر منظومات الدفاع الجوي على العمل بشكل مفاجئ. شهود عيان تحدثوا عن دوي هائل فوق الشاطئ، وطائرات مسيّرة بلغت هدفها بدقة وسط تعتيم رسمي على حجم الأضرار.
هذه الضربة جاءت ضمن أربع عمليات متزامنة استهدفت أم الرشراش، حيفا، النقب وبئر السبع، في رسالة واضحة من صنعاء أن الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية باقٍ ما دام العدوان على غزة مستمرّاً.
لكن تداعيات الضربات اليمنية لم تتوقف عند المشهد الميداني، إذ كشفت صحيفة “غلوبس” العبرية أن الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء على الملاحة الإسرائيلية رفع أسعار الشحن وأطال زمن الرحلات البحرية ثلاثين يوماً كاملة، ما تسبب باضطراب سلاسل التوريد وغلاء الأسعار داخل المدن المحتلة. مدير أكبر شركة استيراد غذائية في الكيان وصف الوضع بـ”الأزمة المركّبة”، محذراً من انعكاساته الكارثية على السوق.
ومع استمرار إغلاق ميناء إيلات، أكدت صحيفة “كالكاليست” أن حكومة الاحتلال اضطرت لنقل عدد من عمال الميناء إلى أشدود كحل مؤقت، في محاولة للحد من تأثير الحصار الذي شلّ حركة التجارة عبر البحر الأحمر. إيلات، التي كانت بوابة العدو نحو إفريقيا وآسيا، باتت اليوم نقطة ضعف مكشوفة أمام الضربات اليمنية.
أما في الجو، فالمشهد لا يقل انهياراً؛ فبعد الاستهداف المتكرر لمطار اللد “بن غوريون”، شريان الكيان الجوي الوحيد، تسعى حكومة الاحتلال لتحويله إلى قاعدة لشركات طيران أجنبية مقابل رسوم، في محاولة لخفض أسعار التذاكر التي ارتفعت بشكل جنوني على وقع العزلة الجوية الدولية التي فرضتها عمليات صنعاء. لكن الخطة فجّرت خلافات حادة داخل الكيان، بعدما خرج مدير سلطة الطيران غاضباً من اجتماع وزارة المواصلات، محذّراً من تهديد مباشر للشركات الإسرائيلية.
اليمن، الذي فرض معادلة الردع من البحر إلى الجو، يثبت اليوم أنه ليس مجرد داعم للمقاومة، بل لاعب رئيسي في قلب المعركة… معركة باتت شواطئ الاحتلال ومطاراته وموانئه تحت رحمة قرار من صنعاء، والرسالة واضحة: لا أمن للكيان ما دامت غزة تحت النار.