13 آب , 2025

بعد فشل العدوان العسكري.. رهان اسرائيلي أمريكي على أدوات الخيانة في الداخل اليمني

حرب مزدوجة يواجهها اليمن اليوم.. فإلى جانب الحرب العسكرية ضد كيان العدو الاسرائيلي وعملياته النوعية التي ينفذها في عمق الاراضي المحتلة، تبرز المعركة الداخلية التي تحيكها أدوات الخيانة والعمالة بتنسيق أمريكي–إسرائيلي، في محاولة يائسة لثني اليمن عن نصرة غزة.

على وقع فشل العدوان العسكري الامريكي الاسرائيلي ضد اليمن، وعجزه عن إيقاف العمليات اليمنية ضد عمق الكيان المحتل، تحاول واشنطن وتل أبيب فتح ثغرة في الجبهة الداخلية عبر تحريك أدوات الخيانة والتجسس والعمالة، متوهمين أن المعركة الداخلية ستتمكن من تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحرب العسكرية..

فمنذ انخراط اليمن في معكرة طوفان الاقصى، فشل العدوان العسكري الأمريكي والإسرائيلي في إيقاف العمليات البحرية والجوية اليمنية المساندة لغزة، فلجأ الأعداء إلى تحريك شبكات وخلايا تجسسية في الداخل اليمني… مهمتها جمع المعلومات ورصد القيادات اليمنية ومخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.

محاولات باءت جميعها بالفشل، فعلى المستوى اعسكري، لم تتأثر العمليات اليمنية بكل الاعتداءات الاسرائيلية والامريكية بل لا تزال متواصلة وبوتيرة مكثفة..

وعلى المستوى الشعبي، يظل استمرار الحاضنة الشعبية للعمليات البحرية والعسكرية الموجهة ضد الكيان الصهيوني، هو خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات التشويه والتحريض التي تبثها أدوات الخيانة عبر وسائل الإعلام المأجورة وحملات التضليل.

أما فيما يخص سبل المواجهة من الجانب الرسمي، فيتطلب الأمر تعزيز الإجراءات الأمنية والاستخباراتية لملاحقة وتفكيك الشبكات المرتبطة بمشاريع أجنبية معادية، ورفع مستوى الجهوزية الميدانية لمواجهة أي تحركات تخريبية أو أعمال فوضى تستهدف استقرار الجبهة الداخلية. وهو ما أثبتت صنعاء قدرتها على تحقيقه وبرز من خلال كشف العديد من خلايا التجسس خلال السنوات الماضية..

علما أن هذه المعركة ضد اليمني ليست وليدة انخراطه في طوفان الاقصى بل بدأت منذ سنوات طويلة، إلا ان الأجهزة الأمنية اليمنية ردّت بإنجازات تاريخية… فمنذ عام 2015، تم ضبط وتفكيك أكثر من 1,782 خلية تجسس واعتقال 25,665 جاسوساً جُنّدوا لصالح استخبارات أجنبية.

وفي مايو 2024، تم إسقاط شبكة تجسس تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل في الساحل الغربي، كانت مكلفة باختراق الجبهة الداخلية ورصد مواقع حساسة. وفي ديسمبر من العام نفسه، أحبطت صنعاء أنشطة مشتركة بين الـCIA والموساد، وأوقفت جواسيس.

وأمام هذه الانجازات يبقى رهان العدو على تفجير الداخل اليمني رهانا خاسراً… فوعي اليمنيين وإصرارهم على نصرة فلسطين، أثبتا أن كل المؤامرات، مهما كانت قوتها، ستنهار أمام صمود اليمن شعبا وجيشا وقادة. ومهما تعددت أشكال الاستهداف، من الحصار والعدوان المباشر، إلى محاولات الاختراق والتخريب من الداخل، يبقى الموقف اليمني ثابتاً… فصنعاء، التي أفشلت أعتى المخططات، تدرك أن معركتها ليست دفاعاً عن أرضها فحسب، بل عن فلسطين وكل قضايا الأمة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen