المؤامرة الإسرائيلية في الداخل اليمني.. الأهداف وآليات التنفيذ
المؤامرة الإسرائيلية عبر أدواتها الداخلية في اليمن ليست سوى فصل جديد من الحرب على اليمن.. حرب ناعمة تطلعت من خلالها إلى إحداث فوضى داخلية والتأثير على القدرات العسكرية اليمنية.. فماذا في أبعاد هذه المؤامرة وما هي آليات تنفيذها.
الفتنة الداخلية، مؤامرة جديدة تُدار من تل أبيب وواشنطن عبر أدوات محلية عميلة، تستهدف تمزيق الجبهة الداخلية وإشغال صنعاء عن نصرة فلسطين، بعد أن أثبتت العمليات العسكرية والبحرية اليمنية قدرتها على إيلام الاحتلال وشلّ اقتصاده وبعد أن عجزت آلة الحرب الإسرائيلية الامريكية عن كسر اليمن عسكريًا..
توقيت هذه المؤامرة لم يأت مصادفة، إذ يؤكد محللون أن التحرك الإسرائيلي يتزامن مع تصاعد الدعم اليمني العسكري والبحري لغزة، واستهداف مواقع حساسة في العمق الفلسطيني المحتل، وقطع شرايين التجارة المرتبطة بالكيان في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن… وهو ما خلَََف خسائر اقتصادية متراكمة دفعت العدو إلى محاولة ضرب الداخل اليمني، بعد أن فشل عسكريا.
فصمود صنعاء العسكري هو الذي أجبر العدو على تغيير تكتيكاته من الحرب العسكرية إلى الحرب الناعمة.. حرب تستهدف وحدة الصف اليمني عبر إحداث الفوضى المناطقية والطائفية، لتفكيك الجبهة الداخلية واستنزاف الإرادة الشعبية الداعمة لفلسطين.
الهدف الأول من هذه المؤامرة هو إرباك القيادة وإشغالها عن المعركة الكبرى… أما الهدف الثاني، فهو تحويل السخط الشعبي نحو الداخل عبر ملفات معيشية مثل المرتبات، والتغطية على جريمة الحصار وتدمير البنية التحتية التي ارتكبها العدوان منذ عشر سنوات. ويبقى الهدف الأخطر، وهو ضرب النسيج الاجتماعي وتفكيك وحدة الصف الوطني.
أما الأدوات وآليات التنفيذ التي يستخدمها الأعداء، فهي منصات رقمية تموّل من الخارج، وتُدار من غرف عمليات خارجية، حملات شائعات وفبركة وثائق وصور لتقويض الثقة بالقيادة، بالإضافة إلى استخدام الإعلام الخارجي الممول سعوديًا وإماراتيًا لتكرار الرسائل المعادية. كل ذلك يترافق مع اختراق بعض المؤسسات وتجنيد عناصر للتخريب أو تسريب المعلومات.
هي مؤامرة تستهدف إرادة اليمنيين لكن ومهما تبدلت أساليب العدو ومع كل فصل جديد من المؤامرة، يثبت الشعب اليمني أن وعيه ووحدته هما السلاح الأقوى لإفشال مخططات الاحتلال، متمسكا بقضيته المركزية.. فلسطين.