لاريجاني في بغداد… تنسيق أمني ورسائل لمحور المقاومة
تتواصل في العاصمة العراقية، بغداد، زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، التي تستمرّ ثلاثة أيام، يتوجّه بعدها إلى بيروت، وسط تطوّرات سياسية وأمنية متسارعة في المنطقة.
في توقيت دقيق تشهده المنطقة سياسياً وأمنياً، وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها كبار المسؤولين العراقيين وقادة الفصائل، قبل أن يتوجّه إلى بيروت، حاملاً أجندة إقليمية مزدحمة.
الزيارة، التي شهدت توقيع مذكرة تفاهم أمنية بين بغداد وطهران، تهدف إلى قطع طريق الإخلال بأمن البلدين وسط تصاعد الضغوط الغربية لنزع سلاح فصائل المقاومة
ويرى مراقبون ان الهدف الأول للزيارة هو ترتيب ملفات محور المقاومة في العراق والمنطقة، بعد أشهر من التجاذبات والشحن إلى جانب بحث مسار الحوار الأميركي الإيراني الذي ترعاه بغداد، والمرشح لأن يكون محطة مفصلية في خريطة التوازنات الإقليمية.
لاريجاني، الذي تولى منصبه الجديد مطلع الشهر الجاري، اختار العراق كأول وجهة خارجية له، في إشارة واضحة إلى أهمية بغداد بالنسبة لطهران كبوابة لتعزيز الامن الإقليمي، وإعادة توحيد الصفوف. وقد شملت لقاءاته مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إضافة إلى شخصيات سياسية وأمنية بارزة.
وفي مؤتمر صحفي في بغداد، شدد لاريجاني على أن حزب الله اللبناني لديه نضج سياسي، والمقاومة ليست بحاجة إلى وصاية، مضيفاً أن بلاده تفكر في أمن المنطقة بأكملها ونافياً أي تدخل إيراني في الانتخابات العراقية. كما عبّر عن شكره للعراق على خدمته لزوار الأربعين، مؤكداً أن التعاون الشعبي والرسمي بين البلدين في أفضل حالاته.
ووصف مراقبون الزيارة بأنها خطوة استراتيجية لإعادة ترتيب أوراق المحور في العراق ولبنان وتحمل رسائل مزدوجة، لإدارة النفوذ الأميركي عبر اتفاقات أمنية، وتثبيت استقلالية القرار العراقي مع الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع إيران
بهذه التحركات، تبدو زيارة لاريجاني مقدمة لمرحلة جديدة من التنسيق الأمني والسياسي بين أطراف محور المقاومة، في ظل سباق محموم على رسم ملامح التوازنات الجديدة في الشرق الأوسط.