اليمن.. سلاح الردع الجديد في وجه إسرائيل وأميركا
أجمع خبراء سياسيون وعسكريون على أن العمليات اليمنية تمثل تحولاً استراتيجياً في موازين الصراع، مؤكدين أن استهداف ميناء إيلات ومطار اللد ألحق أضراراً بالغة بالكيان الصهيوني وخلَق أزمات مركّبة له على المستويات الاقتصادية والعسكرية والجيوسياسية.
في تحول استراتيجي غير مسبوق، غيّرت العمليات العسكرية اليمنية من قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، فارضة معادلة جديدة قوامها الإرادة والقدرة. فبعد سنوات من الحصار والتهميش، تصدّرت صنعاء المشهد كقوة إقليمية ضاربة، مستهدفة مفاصل العدو الصهيوني ومصالح واشنطن في المنطقة.
أبرز ما كشفت عنه تصريحات عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين، هو أنّ القوات اليمنية، بصواريخها الباليستية والمسيرات المتطورة، تمكنت من إغلاق ميناء إيلات، وشل مطار اللد، وإجبار شركات الطيران العالمية على تغيير مساراتها أو تعليق رحلاتها. عمليات مركّبة تسببت في خسائر اقتصادية ضخمة وارتباك جيوسياسي متصاعد.
واعتُبرت من قبل محللين بمثابة ضربة للأركان الأربعة التي يقوم عليها الكيان الصهيوني الأمن، الاقتصاد، الرفاهية، والدعم الدولي.
الباحث السياسي وليد محمد علي، أكد أن اليمن أنجز ما فشلت فيه الجيوش العربية، بإغلاقه منفذ “إيلات” الحيوي، وتعطيله للشريان الجوي الأهم في “بن غوريون”. أما العميد عمر معربوني فشدّد على أن هذه العمليات “حجة على كل المتخاذلين”، موضحاً أنها مبنية على معركة قيم ودين وفطرة، لا على حسابات آنية.
من جهته، أوضح العميد علي أبي رعد أن الصواريخ اليمنية باتت تتقن اختراق منظومات الدفاع الأميركية والصهيونية، مستنزفة منظومات كـ”ثاد” و”آرو” و”مقلاع داوود”، ومسببة استنزافاً لا تستطيع واشنطن تغطيته. وأشار إلى أن كل عملية يمنية تؤدي إلى هروب جماعي للمستوطنين، ما يكشف هشاشة الداخل الإسرائيلي، ويفضح محدودية فعالية أنظمة الاعتراض.
أما مجلة ارمي ريكوجىيتشن البلجيكية فقد رصدت في تقرير تحليلي نشرته نهاية يوليو، التحول اليمني من طرف محلي إلى ذراع استراتيجية في محور المقاومة. المجلة أكدت أن مدى الصواريخ اليمنية يتجاوز 1500 كم، وقد استهدفت بالفعل منشآت في “إيلات”، وسفنًا أميركية قرب باب المندب، ما يشير إلى نقلة نوعية في الردع الإقليمي.
المراقبون يجمعون على أن اليمن، الذي كان يُراد له أن يظل مهمشاً، أصبح اليوم من اللاعبين الأساسيين في توازنات الشرق الأوسط، وسلاحًا بيد غزة ولبنان وكل جبهة مقاومة، يهدد العمق الإسرائيلي والأمن الغربي، ويعيد ترسيم حدود القوة والنفوذ في الإقليم.