معبر زيكيم يتحوّل إلى مصيدة موت جماعية
تحوّل معبر زيكيم شمال غزة من نقطة عبور للمساعدات إلى مصيدة موت جماعي، حيث تُمارس سلطات الاحتلال سياسة التجويع الممنهجة بحق المدنيين، عبر منع دخول الغذاء وترك الجوعى يتساقطون برصاص القناصة أو تحت وطأة الإذلال اليومي.
لم يعد معبر زيكيم مجرّد نقطة عبور برية، بل غدا رمزًا حيًّا للجريمة الجماعية المستمرة التي تُمارس بحق شعب محاصر ينهكه الجوع. فالسلطات الإسرائيلية، برفضها فتح ممرات آمنة منظمة لإدخال المساعدات، حولت هذا المعبر الحدودي إلى فخّ دموي لكل من يحاول الوصول إلى كيس دقيق أو رغيف يقي أطفاله الموت.
منذ صباح يوم الإثنين، وثّقت عدسات وكالة فرانس برس مشاهد تقشعر لها الأبدان: عشرات الفلسطينيين يتدافعون وسط زحام خانق، يحملون ما استطاعوا من أكياس طحين، فيما تتصاعد أصوات الألم من الجرحى الذين يُنقلون على عربات خشبية، أمام أنظار جنود الاحتلال الذين يحاصرون المكان بكثافة أمنية خانقة.
تحوّل المعبر، كما غيره من نقاط توزيع المساعدات، إلى مسرح مفتوح للمذلة والإبادة البطيئة. فأجساد الغزيين المتعبة تحكي مأساة مجاعة طاحنة، فيما تؤكد شهادات السكان أن المواد الغذائية القليلة التي تصل غالبًا ما تكون فاسدة، بينما تُنثر الإعانات جواً كأنها صدقة مهينة لشعب يعاني الإبادة.
منذ الثاني من مارس 2025، أوقف الاحتلال دخول الغذاء بشكل كامل، مستخدمًا سلاح التجويع لإجبار المقاومة على الاستسلام. فبين التعنّت في إدخال الشاحنات، وتعفّن المواد عند المعابر، باتت سياسة الحصار نفسها أداة للقتل، تنفذ بلا رصاصة.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، استُشهد أكثر من 1480 فلسطينيًا برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم للمساعدات، فيما تجاوز عدد الشهداء الإجمالي اكثر من ستين الف شهيد.
و سجلت مئة و ثمانين حاله وفاة بسبب الجوع الشديد بينهم ثلاثة و تسعين طفلا..
ما يحدث عند زيكيم ليس مشهدًا طارئًا، بل جريمة مكتملة الأركان. مجاعة، حصار، قنص مباشر، ومواد فاسدة، تحت عين العالم الصامت. وبينما ينتظر الجوعى فتح معبر أو إنزال كيس طحين، تتكفل إسرائيل بإغلاق كل أبواب الحياة، باسم الأمن.