عربي

بورقة الإملاءات الامريكية، وصفت الورقة المقدمة من المبعوث الامريكي توم باراك إلى لبنان.. فهذه الورقة أصر رئيس الحكومة نواف سلام على مناقشتها وسرعة البت فيها على الرغم من أن الوزراء لم يطلعوا قبل جلسة المجلس عليها، ووهو ما رفضه وزيرا حزب الله وحركة امل مما اضطر رئيس الحكومة لإقرار استكمال النقاش فيها يوم الخميس المقبل.. فماذا في أبرز بنود الورقة الامريكية؟

حملت المذكرة التي جاءت تحت عنوان اقتراح لتمديد واستقرار إعلان وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل الصادر في نوفمبر ۲۰۲٤ لتعزيز حل دائم وشامل، نفس مبادئ الورقة اللبنانية ولكنها ترتّب البنود بالمقلوب. فهي أعطت بند نزع السلاح الأولوية على أيّ بند آخر.. ترتيب يأتي وفقل لأولويات ومطالب العدو الاسرائيلي.

 قدّمت الورقة الاامريكية أمرين: الأول، نزع السلاح بما في ذلك جنوب وشمال نهر الليطاني، واعتبار ذلك شرطاً ومدخلاً لأي أمر آخر، ثم البدء بمفاوضات مع العدو الإسرائيلي برعاية الدول الضامنة، لحل النقاط المُتنازع عليها وترسيم الحدود مع إسرائيل، وكذلك مع سوريا، وبعدَ ذلك يأتي الكلام عن وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وانسحاب العدو من النقاط التي يحتلها في الجنوب وإطلاق سراح الأسرى وإعادة الإعمار ومساعدة لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية.

وفيما ذكرت الورقة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، طالبت مجلس الوزراء بالالتزام بأهداف هذه المذكرة والموافقة عليها بمرسوم يتضمن التزاما بنزع السلاح بالكامل بحلول نهاية العام. مع التركيز على التنفيذ الفوري للتسليم التدريجي للأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار. بند فند مخاطره الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

ومع النظر إلى الورقة الامريكية يصفها مراقبون بالاملاءات، خاصة وأن الولايات المتحدة الامريكية لم تكن الضامن لتنفيذ العدو الاسرائييل الاتفاق 1701، بل كانت راعية لانتهاكاته.. واقع لن يختلف في أي اتفاق جديد، ومن هنا يؤكد الأمين العام لحزب الله أن أمريكا أتت بإملاءات لنزع قوة وقدرة لبنان والمقاومة والشعب بالكامل لمصلحة العدو الاسرائيلي.

إذا تجريد لبنان من قدرته العسكرية، هو العنوان الحقيقي والمخطط الحقيقي الذي تحمله الورقة الامريكية وذلك عبر تجريد مقاومته من قوتها مقابل انسحاب اسرائيل غير مضمون، وعدم السماح للجيش اللبناني أن يكون له سلاح يهدد العدو الاسرائيلي أو يضمن الدفاع عن البلاد في وجه أي اعتداء محتمل.