05 آب , 2025

إسرائيل أمام عزلة دولية متصاعدة: أولمرت يقرّ بتراجع مكانة الكيان على الساحة العالمية

حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت من أن إسرائيل باتت "منبوذة" دوليًا، في ظل ما وصفه بالجرائم المرتكبة في غزة واستخدام القوة المفرطة، مشيرًا إلى أن العزلة الحالية تشمل جوانب سياسية ودبلوماسية وشعبية واقتصادية وثقافية وحتى رياضية.

مع مرور أكثر من 22 شهرًا على حرب غزة، تتسع رقعة العزلة الدولية التي يواجهها الكيان الإسرائيلي. العزلة السياسية برزت في قطع دول مثل بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية، واستدعاء كولومبيا وتشيلي لسفيريهما، إلى جانب دعوات دولية لمحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.

على الصعيد الشعبي، شهدت عواصم كبرى مظاهرات مليونية مناهضة للعدوان، بينما تصدرت حملات إلكترونية ووسوم مثل "إسرائيل دولة فصل عنصري" قوائم التفاعل العالمية.

العزلة القانونية تجلت في دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، بالتوازي مع ملاحقات قضائية فردية ضد مسؤولين إسرائيليين في أوروبا وأميركا.

أما اقتصاديًا، فقد تصاعدت حملات المقاطعة العالمية ضد الشركات المتعاملة مع إسرائيل، وتراجع القطاع السياحي، فيما حذرت دول عدة مواطنيها من السفر. وعلى الصعيد الأكاديمي والثقافي، انسحب فنانون وأكاديميون عالميون من فعاليات ومهرجانات تضم ممثلين عن الكيان، وصولًا إلى مقاطعة جامعاته. حتى الرياضة لم تسلم، مع انسحابات فرق ولاعبين ودعوات لاستبعاد إسرائيل من المنافسات الدولية.

ومع اتساع رقعة العزلة على المستويات كافة، يجد الكيان الإسرائيلي نفسه أمام معادلة معقدة: استمرار الحرب يعني تعميق العزلة واستنزاف الموارد، فيما أن التراجع أو تغيير المسار يتطلب قرارات جريئة قد تهدد تماسك الائتلاف الحاكم.

هذه العزلة، التي كانت تُستخدم سابقًا كورقة ضغط محدودة، تتحول اليوم إلى حصار سياسي وأخلاقي طويل المدى، يُضعف قدرة إسرائيل على المناورة ويجعل أي مكسب ميداني بلا ترجمة سياسية أو دبلوماسية على الأرض.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen