05 آب , 2025

سعي لاحياء تحالفات البحر الاحمر: هل تنخرط السعودية في الحرب من جديد؟

في تطور لافت فتح قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي النار على السعودية، متهمًا إيّاها صراحة بالتعاون مع العدو في مخططات عدوانية تستهدف اليمن. الاتهام جاء بعد تهديدات إسرائيلية بضرب صنعاء، وفي ظل تحركات غربية لإحياء تحالفات عسكرية في البحر الأحمر، ما يطرح تساؤلات جدية حول موقف الرياض ودورها المستقبلي في العلاقات مع اليمن.

في خطابه الأخير، خرج قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي مهاجما بعض الدول العربية ومنها السعودية علنًا، وهو موقف نادر لا يتخذه إلا في لحظات حساسة ودقيقة في الإقليم.

التحذير اليمني لم يكن محصورًا بخطاب السيد القائد ، بل سبقه تغريدات لقياديين بارزين في حركة انصار الله ، أبرزها حزام الأسد الذي هدّد صراحة أبو ظبي والرياض، وألمح إلى أن أي تحركات تحت عناوين المعاناة الإنسانية ستُواجَه برد صاروخي مباشر، وذلك على خلفية معلومات عن نشاط إسرائيلي متزايد في البحر الأحمر وخليج عدن، يتم بتسهيلات من أطراف إقليمية

في موازاة التصعيد اليمني، برزت أصوات غربية تحرّض على تدخل عسكري سعودي، مثل مقال في موقع "The Media Line" الأميركي الذي دعا إلى عملية برية سعودية متزامنة مع ضربات جوية إسرائيلية لسحق القوات المسلحة حد وصفها

هذه الدعوات ترافقت مع تغطيات إعلامية متزايدة تسوّق لفكرة أن السعودية هي الأقدر على إنهاء التهديد اليمني  ما يعكس ضغوطًا متصاعدة على الرياض للعودة إلى الميدان اليمني.

في المقابل، لا تزال السعودية متحفّظة علنًا عن خوض مواجهة مباشرة جديدة، لكن الحقائق العسكرية تُظهر انخراطها في شبكة دفاعية إقليمية متطورة تديرها الولايات المتحدة، وتضم إسرائيل، والإمارات، وقطر، والبحرين.

هذه المنظومة، المعروفة باسم "Link-16"، تعتمد على مشاركة لحظية للبيانات، وتعترض الصواريخ اليمنية قبل وصولها، ضمن تنسيق غير مسبوق بين دول الخليج وتل أبيب، ما يشكل تطبيعًا أمنيًا فعليًا وإن كان غير معلن رسميًا.

وسط هذا الواقع المعقّد، تبدو السعودية عند مفترق طرق. فهي تدرك أن التصعيد العسكري قد يُطيح بخططها التنموية، لكنها في الوقت نفسه تواجه ضغوطًا من حلفائها الغربيين للمشاركة في المواجهة.

الخيار السعودي يتأرجح بين الحذر العلني، والانخراط الأمني الفعلي. لكن استمرار الضغوط الغربية، وتزايد التهديدات من اليمن، قد يدفع الرياض نحو خيارات أكثر حدة، ما يعيد خلط المشهد اليمني والإقليمي بأكمله.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen