عربي

تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد الفلسطينيين، اذ وبينما تمنع سلطات الاحتلال إدخال آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، تؤكد منظمات إنسانية ومسؤولون في القطاع أن ما يسمح بدخوله لا يغطي حتى الحد الأدنى من احتياجات الشعب الفلسطيني.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة هندسة التجويع والحصار والفوضى من خلال منع إدخال أكثر من 22,000 شاحنة مساعدات إنسانية متكدسة على بوابات معابر القطاع، معظمها تتبع لمنظمات أممية ودولية.

المكتب أوضح أن هذا المنع المتعمد يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة، محذرًا من الكارثة الإنسانية المتفاقمة جراء نقص الغذاء والدواء والوقود.

ودان المكتب استمرار الحصار وتجويع المدنيين واحتجاز المساعدات، واعتبره جريمة حرب مكتملة الأركان، محمّلًا الاحتلال والدول الصامتة أو المتواطئة المسؤولية الكاملة عن النتائج الكارثية المترتبة على هذه السياسة.

كما وطالب المكتب الإعلامي بإدخال فوري وآمن ودائم لجميع الشاحنات المحتجزة، وفتح المعابر دون شروط، لضمان تدفق المساعدات وإنقاذ حياة المدنيين قبل فوات الأوان.

ومن جانبه حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة، الدكتور محمد أبو عفش، من تصاعد كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، مؤكدًا أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل حاليًا لا يكفي لإطعام 1% من السكان.

وفي تصريحات له، أشار أبو عفش إلى الارتفاع المتواصل في حالات سوء التغذية، وسط غياب شبه كامل لأنواع عديدة من الأطعمة الأساسية التي لم تدخل غزة منذ شهور، مؤكدًا الحاجة الملحة إلى ممرات آمنة ودائمة لإيصال المساعدات.

وأضاف أن كميات المياه النظيفة المتوفرة لا تلبي الحاجات الأساسية للسكان، محذرًا من تدهور الوضع الصحي بشكل خطير، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية ونقص الأدوية والمستلزمات.

المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة قال ان الكيان الاسرائيلي يسمح بدخول 30 إلى 40 شاحنة فقط ودون طرق آمنة مطالبا بإدخال 600 شاحنة على الأقل والسماح للموظفين بإدارة نقاط المساعدات.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتسارع مؤشرات الانهيار الكامل في غزة، فيما وتبدو الحاجة ملحة لتحرك فوري وفعال لإنقاذ أرواح الفلسطينيين من كارثة وشيكة لا تحمد عقباها.