مع توسيع معادلة الردع.. اقرار بريطاني بتفوق القوات اليمنية بحرا
تقرير بريطاني جديد يكشف مدى تأثير عمليات القوات المسلحة اليمنية حيث يقر في سرديته بحجم التفوق البحري الذي باتت تمتلكه صنعاء في وجه العدو الاسرائيلي.
بقوة متجددة تدخل القوات المسلحة اليمنية مرحلة جديدة من الحصار البحري وتفرض معادلة ردع غير مسبوقة على امتداد الممرات المائية. فما بدأ برسائل تحذيرية تحوّل اليوم إلى استراتيجية شاملة تعيد رسم قواعد الاشتباك البحري وتضع الكيان الإسرائيلي أمام تهديد دائم ومتصاعد.
نشرة "Lloyd’s List" البريطانية والمتخصصة في النقل البحري أكدت أن اليمن بات اليوم لاعبا مؤثرا في ساحة الصراع لا عسكريا فقط بل إعلاميا واستراتيجيا أيضا. وذكرت أن صنعاء تستخدم أدوات متنوعة لدعم القضية الفلسطينية ولفت أنظار العالم إلى الجرائم المستمرة في غزة.
التقرير الذي حمل عنوان "رهائن الثروة" توقّف عند استهداف سفينتي Magic Seas وEternity C في عمليتين نوعيتين نفذتا بزوارق صغيرة وقوات بحرية خاصة، ما شكّل تحوّلا بارزا في تكتيكات الرد اليمني بعيدا عن الاعتماد الحصري على الصواريخ والمسيّرات.
وفي خطوة رادعة جديدة أعلنت صنعاء استهداف أي سفينة تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بغض النظر عن جنسيتها كجزء من استراتيجية شاملة لحصار الكيان. القرار دفع شركات الملاحة والتأمين إلى مراجعة حساباتها في ظل مشهد بحري غير مألوف.
ورأى التقرير أن القوات المسلحة اليمنية لا تكتفي بالرد العسكري بل توظف الإعلام والدعاية السياسية لنقل رسائلها بوضوح في مشاهد ظهر فيها طواقم سفن أجنبية بعد احتجازهم، ما يؤكد أن فلسطين باتت حاضرة في عمق المعركة البحرية.
النشرة البريطانية أشارت كذلك إلى العجز الغربي عن الرد وأكدت أن القوات الأميركية والبريطانية لم تتمكن من التدخل خلال الهجمات رغم مرور أكثر من عام ونصف على التصعيد. وأضافت أن خفض نفقات الحماية الأمنية للسفن ساهم في جعلها أهدافا سهلة في مناطق التوتر.
وبحسب التقرير فإن الرد اليمني نجح في تعطيل ميناء إيلات وأحدث شللا فعليا في خطوط الإمداد البحري المرتبطة بالاحتلال رغم كل محاولات الحماية والدعم المفتوحة.
قوات صنعاء أعلنت رسميا دخول المرحلة الرابعة من الحصار البحري. مرحلة لا تعرف الاستثناءات ولا تمنح أي شركة غطاء حماية طالما أنها تتعامل مع الموانئ المحتلة.
العملية ليست توسعا فحسب بل تحوّل استراتيجي ينقل المعركة من ملاحقة السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال إلى استهداف شامل لكل أذرع الإمداد وشل الموانئ المحتلة بالكامل لإلحاقها بميناء إيلات المعطل منذ أشهر.
مصادر عسكرية أكدت أن القوات اليمنية باشرت عمليات رصد دقيقة للسفن العاملة على خطوط الإمداد بين شرق المتوسط والموانئ المحتلة إلى جانب ناقلات النفط التي تُضخ يوميا في شرايين الكيان.
خطوة الردع الجديدة جاءت عقب رسالة مؤثرة من قيادة حماس إلى قائد الثورة في اليمن السيد عبدالملك الحوثي، تضمنت وصفا دقيقا لحجم المأساة في غزة ونداء عاجلا لطلب الدعم.
رسالة انعكست بوضوح في خطاب السيد الحوثي الأخير حيث أكد أن ما يجري في البحر هو تعبير عملي عن الموقف المبدئي وأن المعركة مستمرة حتى يتوقف العدوان ويرتفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
ما يجري في البحر الأحمر وباب المندب لم يعد مجرد رد عابر بل هو تثبيت لمعادلة ردع جديدة ترسمها صنعاء بثبات، وتعكس عمق التزامها بفلسطين. ومع دخول المرحلة الرابعة من الحصار بات الاحتلال أمام واقع لا يمكن تجاوزه: قوة يمنية تعرف متى تضرب، وكيف تُربك، وأين توجع.