03 آب , 2025

إعلاميون وعسكريون إسرائيليون يحذرون: إسرائيل على أعتاب أكبر هزيمة في تاريخها

تزداد التحذيرات داخل الأوساط الإسرائيلية من تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة، مع تعاظم الانتقادات لفشل الحكومة والجيش في تحقيق الأهداف المعلنة، وفي مقدمتها استعادة الأسرى. محللون إسرائيليون يقرّون بأن تل أبيب تواجه مأزقًا سياسيًا وعسكريًا قد يتحول إلى هزيمة تاريخية.

بعد أكثر من 22 شهرًا على بدء الحرب على غزة، يقرّ المحلل العسكري في صحيفة معاريف، آفي أشكنازي، بأن إسرائيل وصلت إلى "مرحلة ضعف حقيقية"، مشددًا على أن غياب القيادة المسؤولة والتخبط السياسي قد يدفع تل أبيب نحو واحدة من أكبر الهزائم في تاريخها.

أشكنازي اعتبر أن فشل استعادة المحتجزين، وصمود المقاومة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، دليل على إخفاق الأهداف الاستراتيجية للحرب، وسط تآكل ثقة الشارع بالحكومة وتنامي الانقسامات الداخلية.

وفيما يحاول الجيش فرض حصار على مدينة غزة، عبر ضربات مكثفة برًا وبحرًا وجوًا، تُطرح تساؤلات حول مصير الحرب المتعثّرة، حيث لا تزال حماس تسيطر على المستوى المدني داخل القطاع، بحسب الصحافة الإسرائيلية نفسها.

الناقد رون تال طالب حكومة نتنياهو بتحديد أهداف واضحة للحرب، متسائلًا: "لا يمكن لهذه الحرب أن تستمر إلى الأبد. أين نحن ذاهبون؟"، بينما يتواصل الضغط من عائلات المحتجزين لإنجاز صفقة تبادل توقف النزف اليومي وتعيد الجنود الأسرى.

في المقابل، تتفاقم الكلفة الاقتصادية. فقد بلغت نفقات الحرب، بحسب قنوات إسرائيلية، أكثر من 300 مليار شيكل حتى الآن، جزء كبير منها ناتج عن عمليات الجيش، والذخائر، ورواتب الاحتياط، ما يضع الميزانية العامة تحت ضغط متزايد.

ويحذر خبراء اقتصاد إسرائيليون من أن السيطرة العسكرية على غزة تعني تحمّل عبء إدارتها بالكامل، بما يشمل المياه، والطعام، والخدمات، ما قد يُدخل "إسرائيل" في مستنقع طويل الأمد لا قدرة لها على الخروج منه بسهولة.

وبين اعترافات العجز وتصاعد كلفة الحرب، واستمرار المقاومة في ايلام العدو بعمليات نوعية، يبدو "الاحتلال الاسرائيلي" اليوم أمام مفترق مصيري، حيث لم يعد الإنكار السياسي قادرًا على تغطية حقائق الميدان، ولا الإعلام قادرًا على تبرير الهزيمة المتدحرجة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen