غزة تحذّر من "مجاعة إبادة".. واتهامات لواشنطن بتجميل صورة الاحتلال
وسط استمرار الحصار والانهيار المعيشي في قطاع غزة، جدّد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيراته من تفاقم الكارثة الإنسانية، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية مسؤولية استخدام الجوع كسلاح إبادة. في المقابل، وصفت فصائل فلسطينية زيارات المسؤولين الأمريكيين بـ"المسرحيات التضليلية"، في ظل أرقام صادمة توثق ضحايا المجاعة ونقاط المساعدات.
كارثة إنسانية متفاقمة لا تجد حلاً، بل تتفاقم يومًا بعد آخر، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والانهيار الشامل في قطاع غزة. المكتب الإعلامي الحكومي حذّر مجددًا من المجاعة التي تحصد أرواح المدنيين، مؤكدًا أن ما يُدخل من مساعدات لا يغطي الحد الأدنى من الحاجات.
وبحسب البيان، دخلت 73 شاحنة فقط يوم أمس الجمعة، لكن غالبيتها تعرّضت للنهب نتيجة فوضى أمنية يتّهم الاحتلال بتغذيتها. المكتب شدد على أن القطاع يحتاج إلى أكثر من 600 شاحنة يوميًا، وسط انهيار القطاع الصحي والخدماتي، وعجز البنية التحتية عن الاستمرار.
الحكومة الفلسطينية وجهت نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، مطالبة بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر والسماح بمرور آلاف الشاحنات المتكدسة على الحدود، في وقت تجاوزت فيه حالة انعدام الأمن الغذائي 100% وفق تقارير أممية.
في سياق متصل، صعّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لهجتها، متهمة الإدارة الأمريكية بـ"هندسة المجاعة عمدًا"، عبر آليات توزيع تصفها بـ"مصائد الموت"، ووصفت زيارة المبعوث الأمريكي ديفيد ويتكوف لغزة بأنها "مسرحية هزلية" لتجميل وجه الاحتلال.
مفوضية حقوق الإنسان أعلنت استشهاد أكثر من 1,370 فلسطينيًا منذ أواخر أيار/مايو خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات، خاصة تلك المرتبطة بمنظمات تمولها واشنطن، مثل GHF. فيما قالت "هيومن رايتس ووتش" إن المساعدات تُدار بطريقة عسكرية جعلت من نقاط التوزيع "حمّامات دماء".
وبينما يواصل الاحتلال قصفه للمدنيين والنازحين، تشير إحصائيات اليوم إلى سقوط 98 شهيدًا، من بينهم 39 قُتلوا أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء.
في ظل هذا المشهد، تتواصل التحذيرات الأممية والفلسطينية من مجاعة مفتوحة على الموت، في وقت يبدو فيه أن الجهد الدولي لا يزال عاجزًا عن كسر الحصار أو وقف المجازر اليومية.