تصاعد الغضب الشعبي العالمي دعماً لغزة... من كريت إلى نيويورك وباريس
في تصعيد جديد للغضب الشعبي ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تتواصل الاحتجاجات حول العالم دعماً للفلسطينيين ورفضاً لصمت الحكومات، من اليونان إلى أميركا، وصولاً إلى فرنسا، تتعالى الأصوات المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
في مشهد جديد من مشاهد الغضب الشعبي المتصاعد في اليونان، اندلعت مساء الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في جزيرة كريت، رفضاً لوصول سفينة سياحية إسرائيلية إلى ميناء آغيوس نيكولاوس.
المحتجون رفعوا لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة"، وهتفوا للحرية لفلسطين، في ثالث احتجاج من نوعه خلال أسبوع على الجزر اليونانية، بعد مظاهرات مشابهة في رودس وسيروس.
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق نحو 300 متظاهر، واعتقلت أربعة منهم قبل أن تطلق سراحهم لاحقاً. السفينة الإسرائيلية "كراون آيرس"، التي تقل نحو 600 سائح، تواجه رفضاً متصاعداً في كل محطة ترسو فيها، وسط دعوات واسعة لمنعها من دخول الموانئ اليونانية.
وفي موقف رسمي مثير للجدل، هدد وزير حماية المواطنين اليوناني بملاحقة أي شخص يمنع دخول ما وصفهم بـ"مواطنين من دول ثالثة"، مستنداً إلى قانون مكافحة العنصرية، ما أثار انتقادات من منظمات حقوقية اعتبرت أن القانون يُستخدم لقمع التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي نيويورك، تكررت المشاهد الغاضبة أمام مبنى الأمم المتحدة، حيث نظّم مئات المتظاهرين وقفة تحت شعار "أوقفوا تجويع غزة". المحتجون حملوا لافتات تطالب بوقف الحصار ودخول المساعدات فوراً، واتهموا الإدارة الأمريكية، وتحديداً الرئيس ترامب، بدعم
العدوان عبر علاقاته الوثيقة مع نتنياهو.
أما في باريس، فقد خرجت تظاهرة جديدة شارك فيها ممثلون عن نقابات وأحزاب يسارية ومنظمات حقوقية، دعماً للفلسطينيين. المحتجون طالبوا بوقف العدوان ورفع الحصار فوراً، ونددوا بما وصفوه "تواطؤاً فرنسياً" مع الاحتلال، مؤكدين أن ما يجري في غزة "وصمة عار على جبين الإنسانية".
وفي لندن، لجأ المتظاهرون إلى طرق مبتكرة للاحتجاج، حيث قرعوا الطناجر والأواني الفارغة أمام مقر الحكومة البريطانية، في محاكاة لواقع الجوع والموت في غزة. وقد تزامن ذلك مع اجتماع حكومي لبحث الأوضاع في القطاع، وسط انتقادات لرئيس الوزراء الذي أدان الكارثة الإنسانية دون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عنها.
من شوارع أوروبا إلى ميادين أمريكا، تتسع رقعة الغضب الشعبي تضامناً مع غزة، فيما تستمر الدعوات للضغط على الحكومات الغربية من أجل اتخاذ موقف واضح وحاسم لوقف العدوان وإنهاء الحصار.