29 تموز , 2025

مساعدات محدودة تدخل غزة وسط "توقف تكتيكي" إسرائيلي لا يخفف الكارثة الإنسانية

دخلت قوافل مساعدات إنسانية محدودة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، في وقتٍ أعلن فيه الاحتلال الإسرائيلي عن توقف تكتيكي جزئي، اعتبرته مؤسسات أممية غير كافٍ أمام حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

تحت وطأة الضغط الشعبي والدُولي، يحاول الاحتلال الاسرائيلي وخلفه الادارة الاميركية، بالخروج من مأزق فضيحة الابادة بالتجويع، التي يثور العالمُ غضبا منها، بالخداع، بحيث يصورون أنهم يسمحون بادخال المساعدات، بينما هي صورة اعلامية كاذبة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

وفي مشهدٍ لا يرقى لحجم المعاناة، دخلت نحو 120 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بالزهيدة مقارنةً بالحاجة اليومية المقدّرة بما بين 500 إلى 600 شاحنة، لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ نحو 10 أشهر.

الاحتلال الإسرائيلي أعلن من جانبه "توقفًا تكتيكيًا" في بعض محاور القتال، قال إنه يهدف إلى تسهيل تدفّق المساعدات. غير أن الوقائع على الأرض تشير إلى استمرار الحصار الخانق والقيود المفروضة على دخول الشحنات، فيما اتهمت سلطات الاحتلال الأمم المتحدة بالتقصير في التوزيع، في محاولة لتحميل المنظمات الأممية مسؤولية تعقيدات من صنعه.

الأمم المتحدة ووكالة الأونروا رحبتا بحذر بهذه الفترات، لكنهما أكدتا أن الكميات لا تزال أقل بكثير من المطلوب، وأن آلاف الشاحنات العالقة في مصر والأردن بانتظار السماح بالدخول.

في المقابل، تواصل المستشفيات في غزة العمل بأقل من طاقتها، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما يعاني واحد من كل خمسة أطفال من سوء تغذية حاد، وفق منظمات إغاثة.

وبينما تصوّر سلطات الاحتلال "التوقف التكتيكي" على أنه بادرة إنسانية، يتّضح من الوقائع أن ما جرى ليس أكثر من إجراء إعلامي لا يخفف من كارثة إنسانية متواصلة. وتبقى الحاجة ماسة لتحرك دولي فاعل، يضمن رفع الحصار ووقف المجاعة قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية صامتة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen