29 تموز , 2025

لقاء سوري - إسرائيلي سري في باريس برعاية أميركية

عقد لقاءٌ غير معلن بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في العاصمة الفرنسية باريس، كشفته مصادر دبلوماسية، جرى برعاية أميركية، وتناول التصعيد الأمني الأخير في الجنوب السوري. اللقاء الذي لم يفضِ إلى اتفاقات نهائية، عُقد في إطار مشاورات أولية لخفض التوتر وإعادة فتح قنوات الاتصال.

في أجواء مشحونة بالتوتر الإقليمي والتصعيد جنوب سوريا، وفي حدثٍ ليس الاول من نوعه بعد تولي أحمد الشرع الرئاسة السورية، التقى وفد سوري رسمي ضم ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات، مع وفد إسرائيلي في باريس، بحسب ما كشف مصدر دبلوماسي للتلفزيون السوري الرسمي .

اللقاء الذي جرى بوساطة أميركية، لم يسفر عن تفاهمات حاسمة، لكنه وضع أساساً لمحادثات مقبلة تهدف إلى احتواء التصعيد الأمني المتزايد منذ ديسمبر الماضي.

الوفد السوري شدد خلال اللقاء على أنّ سيادة ووحدة الأراضي السورية خط أحمر لا يمكن المساس به، مؤكداً أن أهالي محافظة السويداء هم جزء أصيل من الدولة، ولا يمكن عزلهم أو التلاعب بوضعهم. كما رفض الوفد أي وجود أجنبي غير شرعي على الأرض السورية، محذراً من مشاريع تقسيمية تسعى إلى خلق كيانات موازية وتغذية الفتن الطائفية.

وأبلغ السوريون الطرف الآخر رفضهم المطلق لسياسات فرض الأمر الواقع، متهمين الاحتلال الاسرائيلي بالوقوف خلف التوغلات الأخيرة بعد 8 ديسمبر، التي اعتُبرت خرقاً لاتفاق فض الاشتباك، وطالبوا بانسحاب فوري من المواقع المتقدمة. وتمّت مناقشة إمكانية إعادة تفعيل الاتفاق بضمانات دولية.

كما أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك عبر منصة "إكس" أنه شارك في اللقاء الثلاثي الذي هدف إلى تخفيف التوترات في المنطقة.

من جهته، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف إطلاق النار في جنوب سوريا، واصفًا إياه بـ"المؤشر الإيجابي"، ودعا في منشور على "إكس" إلى حماية المدنيين وتعزيز الحوار المحلي لتحقيق وحدة سوريا.

ورغم غياب التفاهمات الرسمية، مثّل اللقاء مؤشرًا على رغبة جميع الأطراف بتجنّب الانفجار الكامل في الجنوب السوري، حيث تتشابك الحسابات الإقليمية والدولية. وبينما تُستأنف المحادثات لاحقًا، يبقى موقف دمشق ثابتًا في الدفاع عن سيادتها، ورفض كل أشكال التدخل أو التجزئة تحت أي مسمى.

وكما يبدو فإن الاهداف الاميركية حاليا، لا تصب مباشرة في احتدام التصعيد العسكري بين النظام الجديد والاحتلال الاسرائيلي، بل في اضفاء تفاهمات والتقريب بين الطرفين. وبما أن مصلحة اسرائيل تقع أولا في العقل الاميركي، فإن كل رعايتها للتفاهمات تصب في هذه الاولوية، بينما من غير المستبعد أن تسمح لاسرائيل بضرب سوريا من جديد، للضغط على أحمد الشرع، إن شعر الاميركي بأن مطالبه من الحكومة السورية الحالية لا تتحقق.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen