العدو يستدرج الجائعين إلى الموت والمجاعة تفتك بغزة
كشف تقرير صادر عن اليونيسف أن أكثر من خمسة آلاف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد بينهم المئات من الحالات الحرجة، بينما سجلت منظمة الصحة العالمية أربعا وسبعين حالة وفاة بسبب الجوع منذ بداية العام.
في جريمة مركبة جديدة، وضمن سلسلة الابادة الصهيونية بحق سكان قطاع غزة المحاصرين، حوّل العدو الاسرائيلي شاحنات المساعدات وعمليات الإنزال الجوي إلى افخاخ موت وجوع وسط صمت دولي مخز ومشاركة أميركية فعلية
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كشف أن ثمان وثمانين شاحنة مساعدات دخلت القطاع لكن غالبيتها نُهبت بتواطؤ إسرائيلي مباشر وممنهج في حين لم تتجاوز حمولة الإنزال الجوي نصف شاحنة وتم إسقاطها في مناطق اشتباك حمراء لا يستطيع المدنيون الوصول إليها ما يجعل المساعدات مجرد طُعم مميت.
الاحتلال لم يكتفِ بتجويع السكان بل استهدف بشكل مباشر عناصر تأمين المساعدات من العشائر والعائلات، ما أسفر عن استشهاد أحد عشر منهم قبل أن يسمح بدخول الشاحنات ليقع ما تبقّى منها بيد عصابات تتلقى الحماية الكاملة من جيشه.
خطة إبادة مزدوجة اذا: قتل مباشر، وتجويع ممنهج. وبينما تمنع إسرائيل توزع المساعدات وتضرب من يحاول تأمينها، لترتفع أرقام الضحايا بصمت في الخيام والمستشفيات المهدّمة.
تقرير صادر عن اليونيسف كشف أن أكثر من خمسة آلاف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد بينهم المئات في حالات حرجة بينما سجلت منظمة الصحة العالمية أربعا وسبعين حالة وفاة بسبب الجوع منذ بداية العام منها ثلاث وستون في شهر تموز وحده معظمهم من الأطفال والنساء.
الأرقام تصرخ.. أكثر من مئة وثلاثين شخصا نصفهم تقريبا من الأطفال قضوا جوعاً خلال تموز فيما يمنع الاحتلال دخول الغذاء والدواء والوقود ويمنع حتى وكالة الأونروا من توزيع المساعدات منذ آذار الماضي.
برنامج الأغذية العالمي حذر من أن نحو أربعمئة وسبعين ألف إنسان في غزة يعيشون اليوم في ظروف تشبه المجاعة في وقت لا يُسمح فيه بدخول أكثر من ستين شاحنة مساعدات يوميا وهو أقل من نصف الحد الأدنى المطلوب لتأمين الاحتياجات الأساسية.
النساء الحوامل والمرضعات أيضاً في عين الاستهداف إذ أكدت تقارير طبية أن نسبة الإصابة بسوء التغذية في صفوفهن تجاوزت الأربعين في المئة في بعض المناطق وسط انعدام الأمن الغذائي وانهيار شبه تام في القطاع الصحي.
المجاعة في غزة لم تعد تحذيرا ولا احتمالا بل واقع دموي يتغذى على تواطؤ الأنظمة وعلى الغطاء الأميركي الكامل. والعدو، في كل مرة يثبت أنه لا يحاصر غزة فحسب بل يجهز على كل أشكال الحياة فيها بمنهجية لا تترك مجالاً للصدفة.