المجاعة تتفاقم: غزة تَصرخ جوعًا وما يدخل لا يُطعم ربع اهالي القطاع
في وقتٍ يتواصل فيه الجدل الدولي حول دخول المساعدات إلى قطاع غزة، تؤكد الوقائع على الأرض أن المجاعة هناك تزداد تفاقمًا، وسط أرقام صادمة لضحايا الجوع، ونفي فلسطيني قاطع لما يروّجه الاحتلال من تسهيلات إنسانية حيث يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة انه لم يدخل سوى ثلاثة وسبعين شاحنة في يوم واحد، في حين يحتاج القطاع لأكثر من ألف شاحنة يوميًا.
رغم الضجيج الإعلامي المتكرر، والبيانات الصادرة عن قادة الاحتلال وبعض الأطراف الدولية، إلا أن الحقيقة في غزة لا تحتاج إلى بيانات… بل تُقاس بعدد الأطفال الذين يموتون جوعًا كل يوم.
ففي الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال ترويج صورة كاذبة عن تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، كشفت الجهات الرسمية في القطاع أن ما دخل من مساعدات خلال اليوم الأخير لم يتجاوز 73 شاحنة فقط، وهو رقم لا يكفي ربع حاجة السكان اليومية، في قطاع يسكنه أكثر من 2.4 مليون إنسان، نصفهم من الأطفال.
الرقم الصادم ليس في عدد الشاحنات، بل في عدد الشهداء الذين قضوا جوعًا حتى الآن: 133 شهيدًا بسبب المجاعة، بينهم 87 طفلاً، وفق بيانات وزارة الصحة، في مأساة تتسع بصمتٍ عالميٍّ مريب.
ورغم الإعلان عن إدخال مساعدات إنسانية، فإن تلك الشاحنات، القليلة أصلاً، تعرض معظمها للنهب والسلب في مناطق الاشتباك، بل وتُركت بلا حماية تحت طائرات الاحتلال المسيّرة، التي راقبت كل شيء… إلا الجوع!
وفي الوقت الذي كان يُفترض أن تدخل فيه 200 شاحنة، دخل منها أقل من النصف، وسط فوضى متعمدة، وتنسيق مقطوع، ومنع ممنهج لوصول المساعدات إلى مستودعات التوزيع، وفق وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وإن لم تكن المجاعة المعلنة كافية، فقد تم إتلاف نحو 10 آلاف طن من مساعدات الأونروا عند معبر رفح، بحجّة انتهاء الصلاحية، في وقتٍ يعجز فيه طفلٌ عن شرب الحليب، وأُمّ عن إرضاع وليدها.
الأمم المتحدة نفسها أقرت بأن غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والطبية، وأطلقت نداءً عاجلًا لفتح المعابر دون تأخير، محذّرة من أن الوقت ينفد، وأن أرواحًا إضافية ستزهق جوعًا إذا استمر هذا الوضع.
حتى عمليات الإسقاط الجوي، التي أعلنت عنها بعض الدول، لم تنجُ من الكارثة، إذ سقط بعضها فوق مخيمات النازحين، متسببة بإصابات مباشرة .
الاكاذيب لا تحجب ضوء الشمس ...ما يجري في غزة هو مجزرة مستمرة من نوع مختلف… مجزرة صامتة، بلا صوت، بلا دخان، بلا رصاص… مجزرة جوع متعمد.