28 تموز , 2025

فشلٌ استراتيجي: عملية عربات جدعون تنتهي دون تحرير أسرى أو تحقيق نصر

بعد أسابيع من التصعيد، أعلن جيش العدو نهاية عملية عربات جدعون دون تحقيق أي من أهدافها المعلنة، لتُضاف إلى سلسلة من الإخفاقات العسكرية والسياسية التي تلاحق المؤسسة الإسرائيلية منذ بدء حربها على غزة وباعترافات صهيونية.

بصفر إنجازات و44 قتيلًا من جنودها، أنهت إسرائيل عمليتها العسكرية "عربات جدعون"، التي أطلقتها في مايو/أيار 2025 بهدف معلن هو تحرير الأسرى وتفكيك حماس. لكن الواقع على الأرض جاء مغايرًا تمامًا، حيث لم يتم تحرير أي أسير، ولم تُكسر المقاومة، فيما ازدادت الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة الاحتلال.

العملية، التي وصفتها صحيفة معاريف بـ"الفشل الذريع"، اعتمدت على استخدام مكثف للقوة المدرعة والمناورة الثقيلة في وسط وجنوب غزة، بزعم السيطرة على 75% من القطاع. لكن محللين عسكريين إسرائيليين اعتبروا أن الاعتماد على التفوق الناري دون استراتيجية واقعية أثبت عجزه، وأدى إلى خسائر بشرية دون مكاسب.

الانتقادات طالت وزير الدفاع ورئيس الأركان، حيث عبّر مسؤولون رسميون عن خيبة أمل تجاه فشل القيادة العسكرية، مطالبين بمراجعة شاملة للعقيدة القتالية التي تقوم على "القوة المفرطة".

إلى جانب الإخفاقات الميدانية، تكشف الأرقام الرسمية عن تصاعد الأزمة النفسية بين جنود الاحتلال. تقرير حديث لوزارة الجيش أشار إلى تسجيل أكثر من 9 آلاف إصابة نفسية خلال عام 2024 فقط، مع توقّعات بوصول العدد الإجمالي إلى 100 ألف بحلول 2028. أزمةٌ دفعت الوزارة إلى إنشاء وحدات تدخل نفسي متنقلة لمواجهة محاولات الانتحار والانهيارات المتكررة.

مع فشل "عربات جدعون"، تتكشف ملامح مأزق إستراتيجي عميق تعيشه "إسرائيل"، حيث العجز عن تحقيق نصر عسكري يقابله صمود متماسك من المقاومة، بينما تتكسر رواية "الردع" أمام مقاومة ما زالت حاضرة، وبيئة سياسية وعسكرية إسرائيلية تزداد هشاشة يومًا بعد آخر.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen