26 تموز , 2025

المسار التفاوضي لم يُغلق.. والانسحاب الامريكي مناورة للضغط والإرباك

جاء الانسحاب الأميركي من محادثات الدوحة مفاجئا، إلا أنه لم يغلق المسار التفاوضي الذي لم ينهار بعد، وفق ما كشفته مصادر مطلعة، بل جاء لفرض المزيد من الضغط والإرباك على طاولة المفاوضات، في إطار المحاولات المستمرة لإعادة خلط الأوراق بهدف تحسين الشروط التفاوضية لصالح العدو الاسرائيلي، وهو ما ترفضه حماس رفضا قاطعا.

مرحلة جديدة أكثر تعقيدا، دخلتها المفاوضات غير المباشرة بين حماس وكيان العدو في ظل التبدّل المفاجئ في الموقف الأميركي، وإعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من المفاوضات. إعلان يشكل ضوء أخضر للاحتلال لمواصلة الحرب على غزة، بذريعة أنّ حماس لا تريد اتفاقاً. حيث تلاه تصريح لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، إنّ حكومته تدرس مع واشنطن بدائل لاستعادة المحتجزين وإنهاء حكم حماس، وفق تعبيره.

إلا ان القرار الامريكي وعلى الرغم من خطورته فقد وصفه مراقبون بالمناورات السياسية الأميركية الإسرائيلية التي تسعى إلى إرباك البيئة المحيطة بهذه المفاوضات. حيث كشفت مصادر مطلعة أنه وعلى رغم انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة تحت عنوان التشاور، فإنّ المسار التفاوضي لم يُغلق، بل دخل مرحلة جديدة قوامها الضغوط الممنهجة وإعادة خلط الأوراق بهدف تحسين الشروط التفاوضية.

فالتصعيد اللافت في التصريحات، والانسحاب المفاجئ للوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة فسره مراقبون بمثابة رسالة ضغط لا تعني نهاية المسار، بقدر ما تهدف إلى تعديل في التوازنات التفاوضية لصالح العدو. خاصة أن هذا التصعيد جاء بعد أن أشاتت تقديرات الوفد الأميركي إلى أنّ ردّ حماس لم يُشكّل عقبة حقيقية، بل احتوى على عناصر قابلة للبناء عليها.

ومن هنا، لا ترى القاهرة والدوحة في ما جرى انهياراً للمفاوضات، بل تعتبرانه تعليقاً مؤقّتاً قابلاً للاستئناف بحسب مصادر مطّلعة، خصوصاً أنّ العقبات الحالية ليست أكثر تعقيداً من تلك التي جرى تخطّيها سابقاً. وترى العاصمتان الوسيطتان أنّ الموقف الأميركي لا يمانع التوصّل إلى اتفاق في جوهره، لكنه يستخدم أقصى أدوات الضغط بهدف انتزاع تنازلات إضافية.

حيث أكّدت مصر وقطر، في بيان مشترك تحقيق بعض التقدّم في جولة المفاوضات التي استمرّت ثلاثة أسابيع. ولفت البيان إلى أنّ تعليق المفاوضات لأغراض التشاور لا يُعدّ انهياراً.

ومن الطرف المقابل، نقلت قناة كان عن مصدر إسرائيلي مطّلع أنّ الفجوات مع حماس ليست كبيرة ويمكن تجاوزها. وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أنّ المفاوضات لم تنهَر، بل تجري حالياً مشاورات داخلية في تل أبيب لإيجاد مخرج تفاوضي محتمل خلال الأيام المقبلة، بعد أن تهدأ الأجواء وتُستوعب الرسائل المتبادلة.

علما أن موقف حماس كان واضحا بل ويفتح الباب فعليا للتوصل إلى اتفاق شامل، إذ سبق وأكدت مرارا انها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بكل مسؤولية وطنية ومرونة عالية، وحرصت على التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة أبناء غزة. بل وأكدت حرصها على استكمال المفاوضات بما يساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen