عربي

في قطاع غزة، لا يموت المرء بالصواريخ فقط بل ببطء الاحتضار في أروقة المستشفيات المنهكة بفعل استمرار العدوان، لتصارع بالتالي المنظومة الصحية في غزة الانهيار الكامل.

وفي ظل مقاومة الطاقم الطبي بلا معدات وبلا أدوية حذّرت مصادر طبية في قطاع غزة، من انهيار وشيك للمنظومة الصحية بفعل نفاد الوقود والمواد الطبية والغذائية بشكل كامل وانتشار المجاعة بشكل غير مسبوق

مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية أعلن أن المستشفى لم يعد يحتوي على أي مواد غذائية أو طبية أو وقود لتشغيل الأجهزة الحيوية، مؤكداً أن القطاع الصحي يواجه كارثة حقيقية تهدد حياة آلاف المرضى والجرحى

وفي تصريح صحفي قال أبو سلمية انه يشعر بالخذلان الكبير من كل العالم، وبالأخص من الأمة العربية والإسلامية موجها نداءً عاجلاً بضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات لإنقاذ السكان، ومحذرًا من إبادة جماعية يتعرض لها المدنيون في غزة نتيجة التجويع والقصف المستمر.

ومن جانبه، حذّر مستشفى شهداء الأقصى في محافظة دير البلح وسط القطاع، من توقف العمل خلال الساعات القادمة نتيجة نفاد الوقود تمامًا، مع استمرار انعدام التوريد منذ أيام موضحا في بيان صحفي أن توقف العمل سيُعرّض حياة مئات المرضى للخطر، خاصة الأطفال الخدّج، ومرضى العناية المركزة، ومرضى الكلى.

ويضيف مدير الإغاثة الطبية في غزة ان أعداد كبيرة من المجوعين تتوافد على المراكز الصحية محذرا من إغلاق بعض المستشفيات في القطاع نتيجة نقص الوقود اذ لم يبق في المخازن سوى قليل من الأدوية والمستلزمات وسط شح في المساعدات.

وبالتزامن، توقفت مركبات الإسعاف والدفاع المدني بالكامل في مدينة غزة، بسبب نفاد الوقود وإغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر، ما أدى إلى عرقلة جهود الإنقاذ والإغاثة في ظل استمرار القصف المكثف.

كما ويؤكد مسؤولون طبيون أن ما يجري هو استهداف ممنهج للقطاع الصحي من قبل جيش الاحتلال، بهدف تقويض قدرة المستشفيات على العمل وخدمة السكان، الذين يعانون من ظروف معيشية متدهورة منذ بدء الحرب.