20 تموز , 2025

مجازر التعطيش في غزة: سلاح إسرائيلي في حرب الإبادة

في غزة يستخدم العدو سلاح التعطيش كأداة للابادة مستهدفا حتى اليوم اكثر من سبعمئة وعشرين بئرا للمياه وطوابير المدنيين المنتظرين للماء، فيما ما بات اطفال غزة يشربون مياه الصرف الصحي في محاولة للبقاء على قيد الحياة.

طاغية اليوم يحاصر أهل الحَق، يقتُل من يطلب الطعام والماء لعياله عنوة، ومن يقعد منهم عن طلبه يموتُ عطشانا ظمئانا، وقد ارتَوَت رمال غَزة من دماءهم حتى الثمالة.

ومنذ الساعات الأولى للعدوان، اتخذ الاحتلال الاسرائيلي قرارات متعمدة لحرمان الفلسطينيين من المياه، إذ أمر وزير الطاقة السابق يسرائيل كاتس شركة "مكوروت" بقطع تزويد المياه عن غزة فوراً. وتبعه وزير الحرب يوآف غالانت بإعلانه فرض حصار شامل قائلاً: "لا كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود، كل شيء مغلق"، في حين يؤكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن "وقف إدخال المساعدات الإنسانية ليس سوى البداية"، مشدداً على أن "الخطوة القادمة هي قطع الكهرباء والمياه". أما وزير الطاقة الحالي إيلي كوهين فقد اقترح استخدام المياه كأداة ضغط لابتزاز المقاومة.

هذه السياسات ليست عشوائية، بل ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية، إذ حرم الاحتلال ملايين الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، وأدى ذلك إلى وفيات بسبب الجفاف والأمراض الناجمة عن شح المياه.

أكثر من 70% من شبكة المياه في غزة تعرضت للتدمير نتيجة القصف، بينما تحول الاحتلال إلى استهداف متعمد للبنية التحتية ومنع الوصول إلى مصادر المياه النظيفة. وتؤكد التقارير أن 97% من مياه غزة غير صالحة للشرب، فيما تراجعت حصة الفرد اليومية من 82 لتراً قبل الحرب إلى ما بين 3 و12 لتراً فقط، مقارنةً بـ 247 لتراً يومياً للإسرائيليين.

استخدام "التعطيش" كأداة حرب يهدد حياة سكان القطاع بموجات من الأمراض الجلدية، وأمراض الكلى والجهاز التنفسي. المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حذّر من أن هذه السياسة الممنهجة تمثل "قنبلة صامتة" تسعى لإبادة الفلسطينيين ببطء.

ولا يتوانى هذا العدو ومن خلفه كل الدول الداعمة والراعية له، وتحت رعاية من الطاغية الكبرى أميركا عن سحق عظام أطفال غزة تحت الدبابات فما بالك بالتعطيش والموت ببطئ من دون كلفة. بينما يقف أهل القوة الظاهرة والضعف الباطني متفرجين يعدون الجثث.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen