تقييم استخباراتي يهزّ رواية ترامب: النووي الإيراني لا يزال قائماً
مرّة جديدة، تتكشّف الأكاذيب الأميركية الإسرائيلية حول ما زُعم أنه نجاح عسكري ضد إيران، لتفضحها تقيماتهم الاستخباراتية، مؤكدة أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال صامدًا، رغم العدوان المشترك. وبينما تواصل واشنطن وتل أبيب التهويل والتضليل، تُثبت طهران أنها أكثر تماسكًا وقدرة على الرد، رافضة الانحناء أمام سياسة الاستفزاز والابتزاز.
في تطوّر جديد يؤكد فشل العدوان الامريكي الاسرائيلي على طهران ويفضح زيف الادعاءات الامريكية بالقضاء على البرنامج النووي الايراني، فجّرت تقييمات استخبارية أميركية جديدة جدلاً واسعاً داخل الإدارة الأميركية، بعد أن شككت في مزاعم الرئيس دونالد ترامب بشأن نجاح الضربات العسكرية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية. فبينما أعلن ترامب، عقب العدوان الأميركي الإسرائيلي المشترك، أنّ العملية كانت نجاحاً مذهلاً أدّى إلى تدمير شامل لمواقع التخصيب الإيرانية، أكدت تقارير إعلامية أن الواقع الميداني مختلف تماماً
التقرير، الذي نشرته شبكة إن بي سي، استند إلى تصريحات خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، وأوضح أنّ منشأتين من أصل ثلاث لم تتعرضا لأضرار تُذكر، ما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال استئناف طهران لأنشطتها النووية قريباً، في حال قرّرت ذلك. وقد تم إطلاع البنتاغون، وعدد من المشرّعين، وكذلك حلفاء واشنطن، على هذا التقييم الذي يناقض بشكل مباشر الخطاب الرسمي الصادر عن البيت الأبيض
في ظل هذا التباين، عاد الحديث داخل الإدارة الأميركية عن الخيار العسكري الموسّع، خاصة أن القيادة المركزية كانت قد أعدت خطة لضربات تمتد لأسابيع وتشمل أهدافاً إضافية، لكن ترامب رفضها، مفضلاً خيار الضربة المحدودة التي لا تنزلق إلى حرب شاملة. ومع ذلك، لم يُخفِ مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وجود نقاشات جدية حول شن ضربات لاحقة في حال لم تظهر طهران استعداداً لاستئناف التفاوض.
المتحدث باسم البنتاغون شنّ هجوماً عنيفاً على التقييم الجديد، واصفا إياه بالمزيف. لكن تصريحات ترامب الواثقة لا تصمد طويلاً أمام تعقيدات الواقع، إذ أظهرت تقييمات أخرى أن برامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية لا تزال سليمة إلى حد كبير، وقد تستمر في تشكيل تهديد فعلي لحلفاء واشنطن في المنطقة
في السياق ذاته، يؤكد اعلام العدو أن إيران لا تزال تحتفظ بصوريخها الباليستية و قدراتها الاطلاقية ، ما يعزّز القلق من انتكاسة محتملة لأي وهم للنجاح الامريكي. وبموازاة ذلك، تتزايد التصريحات الصارمة من الجانب الإيراني، إذ وصف السيد علي خامنئي الهجمات على القواعد الأميركية بأنها مجرد بداية، مؤكداً أن بلاده لن تقدّم أي تنازل لواشنطن أو تل أبيب.
وأمام هذا المشهد المعقّد، يبقى الخيار الدبلوماسي مطروحاً، لكن دون أي أوهام أمريكية بإيقاف البرنامج النووي الايراني، ما يُنذر بمرحلة جديدة من التوتر المزدوج.. خاصة وأن طهران قالت كلمتها: لا جولة مفاوضات جديدة لا تضمن اتفاق نووي عادل ومتوازن للطرفين.