19 تموز , 2025

الاحتلال يجوّع غزة: موتٌ معلن لأطفالها تحت أنظار العالم

في جريمة مستمرة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تجويع سكان غزة عبر حصار خانق واستهداف مباشر لطالبي المساعدات، ما أسفر عن مئات الشهداء وآلاف المصابين، في ظل صمت دولي مطبق.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة التجويع المنهجي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في جريمة تُضاف إلى سجل طويل من الإبادة الجماعية، وسط صمت دولي وتواطؤ معلن من القوى الداعمة له. فبعد أكثر من أربعة أشهر على الحصار الكامل، تتكشّف أرقام صادمة عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الغزيون، حيث يُحاصَر الغذاء، وتُقصف المساعدات، ويُستهدف الجائعون برصاص مباشر.
وزارة الصحة في غزة أكدت، في بيان صدر الجمعة، أن أقسام الطوارئ في المستشفيات تستقبل يومياً أعداداً متزايدة من المدنيين، وخصوصاً الأطفال، الذين يعانون من الإجهاد والإعياء الشديد بسبب الجوع، مشيرة إلى أن المئات منهم قد يموتون في أي لحظة نتيجة سوء التغذية وتدهور حالتهم الصحية.
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد بلغ عدد الشهداء الذين قضوا بسبب نقص الغذاء والدواء 620، بينهم 69 طفلاً، في حين لا يزال نحو 650

ألف طفل معرضين للموت الوشيك بفعل الجوع وانعدام الغذاء. هذه الأرقام تأتي في ظل إغلاق الاحتلال الكامل للمعابر، ومنع دخول أكثر من 76,450 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود منذ بدء الحصار.

وإمعاناً في الإجرام، لم تكتفِ قوات الاحتلال بفرض الحصار، بل استهدفت بشكل مباشر مراكز توزيع المساعدات ، حيث استشهد 877 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وأصيب أكثر من 5,666، فيما سُجّلت اثنين و اربعين حاله فقدان.

وتم استهداف سبعة و خمسين مركز مساعدات

كما تعرضت 121 قافلة مساعدات و 42 تكية طعام  لهجمات متكررة.

في هذا السياق، أشار المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إلى أن العديد من العائلات لم تتذوق الطعام منذ أيام، فيما تعيش طواقم الإنقاذ نفسها على المياه فقط، في ظل انعدام المواد الغذائية، وغياب أي تحرك دولي فعّال.
كذلك، أشار بصل إلى أن ما يُسمى مراكز المساعدات ليست سوى مصائد موت تُدار سياسياً، لتصفية ما تبقى من أرواح تحت شعار الدعم الإنساني، وهو ما يتوافق مع تحذيرات سابقة من استخدام المساعدات كأداة للإبادة.
من جهته، حمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي والدول المتورطة في الحرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية المباشرة عن جرائم التجويع، مشدداً على أن الصمت، والدعم العسكري والسياسي، شراكة في القتل الجماعي.
ويُشار إلى أن عدد الشهداء الذين قضوا بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم تخطّى 30 شهيداً، بينهم 7 استُهدفوا أثناء بحثهم عن المساعدات، فيما أصيب آخرون قرب مراكز توزيع المساعدات الأميركية في مناطق مختلفة من غزة.
وسط هذه الكارثة، لا يزال المجتمع الدولي في موقع المتفرّج، فيما يسجّل التاريخ أن أطفال غزة يُقتلون جوعاً، في وضح النهار، تحت أنقاض الجوع والصمت والخيانة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen