أبو عبيدة يخص اليمن بالتحية ورسائل نارية للأنظمة والنخب
حمل خطاب أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، أبعادًا سياسية وعسكرية وأخلاقية عميقة، حيث تعمد فيه تخصيص اليمن بالتحية كمؤشر واضح على الارتباط الفلسطيني اليمني مقابل انتقاد للصمت العربي الاسلامي، فكيف تقرأ كلمة ابو عبيدة في المضمون والتوقيت؟
بعد غياب امتد لأكثر من 4 أشهر، أطل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، في كلمة مصورة، حملت رسائل مباشرة لكافة الأطراف، بدءا من الداخل الفلسطيني مرورا بالأطراف الإقليمية، وصولا إلى الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي.
تخصيص ابو عبيدة لليمن جاء كتأكيد على انهم من القلائل اللذين قاتلو في وقت صمت فيه الآخرون، مقيمين الحجة على كل المتخاذلين رابطين مصيرهم بمصير فلسطين بعمليات وخطاب ينسجم مع خطاب المقاومة في ظل الخذلان العربي والاسلامي في انتقاد صارخ للأنظمة كما العلماء، والنخب، والجماعات الإسلامية التي كانت تدّعي الانتماء للمقاومة ثم صمتت.
في التوقيت ياتي الظهور مع الحديث عن مفاوضات معقدة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار ومن هنا اتت المواقف حازمة استعداد المقاومة لحرب استنزاف طويلة مع عمليات نوعية تحذير صريح من العبث بشروط الاتفاق، وإلا فإن مصير الأسرى الإسرائيليين سيكون في مهبّ الريح.
في الخلاصة ظهور أبو عبيدة هذه المرة، لم يكشف فقط عن موقف عسكري، بل عن تحول أخلاقي حاد في خطاب القسام… سقوط القناع – لا عن الاحتلال فحسب – بل عن أنظمة وجماعات وأفراد، قالت كثيرًا… وفعلت قليلًا.