أسطول الصمود المغاربي يبدأ استعداداته البحرية لكسر الحصار عن غزة
بدأت تونس استعداداتها لإطلاق أسطول الصمود المغاربي في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، ضمن تحرك تضامني دولي يزداد زخمًا رغم التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة.
في مشهد يعكسُ تصاعدَ التضامنِ الشعبيّ الدوليّ مع القضية الفلسطينية، أعلنَ القائمونَ على أسطول الصمود المغاربي، اليوم الأربعاء، عن انطلاقِ الاستعداداتِ العمليّةِ واللوجستيّةِ لإبحارِ الأسطولِ نحو قطاع غزة، في محاولةٍ جديدةٍ لكسر الحصارِ المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.
جاء الإعلانُ عقب ندوةٍ صحفيّةٍ عُقدت في تونس، أكد خلالها المنظّمون أن هذه المبادرة تأتي امتدادًا للعملية المشتركة الأولى تحت عنوان ماضون إلى غزّة برًا وبحرًا وجوًا، والتي نُفّذت منتصف الشهر الماضي بالتعاون بين قافلة الصمود المغاربيّة والحراك العالمي إلى غزة. المبادرة السابقة شهدت تحركًا جويًا عالميًا، إضافةً إلى انطلاق سفينة مادلين التابعة لأسطول الحرية من إيطاليا، والتي تمّ اعتراضها واحتجاز طاقمها من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في خرقٍ صارخٍ للقوانين الدولية والحق في الملاحة الحرة.
وبحسب البيان الصادر ، فإن أسطول الصمود المغاربي ينخرط ضمن تحالفٍ أوسع يُعرف باسم أسطول الصمود العالمي، ويضمّ شركاء من شمال إفريقيا وأوروبا وآسيا، من بينهم التحالف الشرقي.
ويُتوقّع أن تنطلق السفن المشاركة من البحر الأبيض المتوسّط، عبر موانئ أوروبية ومغاربية، في عمليةٍ بحريةٍ بالكامل، قبل نهاية فصل الصيف الأسطول لا يحمل فقط مساعدات رمزية، بل يهدف إلى إعادة تسليط الضوء على المأساة المستمرّة في غزة، والمجازر والجرائم التي تُرتكب بحقّ المدنيين، في ظلّ تواطؤ دوليّ وصمتٍ أمميّ. كما يسعى المنظمون إلى تحريك الضمير العالمي، وإقحام الشعوب في مشهد الكرامة، لتثبيت أن كسر الحصار لم يعد مجرّد مطلبٍ إنسانيّ، بل ضرورة وجوديّة في وجه الإبادة الجماعية. وسط تهديدات الاحتلال، يبقى السؤال: هل ستكسر الإرادة الحرة جدار الحصار المفروض بالنار؟ أم أن البحر سيشهد مجدداً على قرصنة دولية، تستهدف كل من يحاول إيصال الحياة إلى غزة المحاصرة.