16 تموز , 2025

انهيار نفسي في صفوف الجيش الصهيوني.. أزمة انتحار تتفاقم تحت وقع الحرب

في وقت يتفاخر فيه قادة الاحتلال بالآلة العسكرية، تتكشف أزمة عميقة داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، ليس في الميدان فقط، بل في الروح المعنوية للجنود. ارتفاع غير مسبوق في حالات الانتحار، وتكتّم رسمي.

في أقل من 24 ساعة، أُعلن عن حالتي انتحار جديدتين في صفوف الجنود الإسرائيليين. جنديان أطلقا النار على نفسيهما داخل قواعد عسكرية، إحداهما شمال فلسطين المحتلة والأخرى جنوبها، ليرتفع عدد المنتحرين منذ بداية الحرب على غزة إلى أكثر من 43 حالة، بحسب مصادر إعلامية عبرية.

صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن أحد الجنود يتبع لما تُسمى وحدة المظليين، بينما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن هذه هي رابع حالة خلال عشرة أيام فقط، في مؤشّر مقلق على تصاعد الانهيار النفسي في صفوف الجنود.

أرقام مرعبة يكشفها بحث مشترك بين جامعة تل أبيب والجيش: 12% من الجنود يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وأكثر من 15 ألفاً يتلقّون علاجًا نفسيًا، بينهم آلاف أُعفوا من الخدمة القتالية.

ورغم تفاقم الأزمة، ترفض المؤسسة العسكرية كشف الأعداد الحقيقية للانتحار. 9 نوّاب من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وجّهوا رسالة إلى رئيس اللجنة يولي إدلشتاين، دعوه فيها لعقد جلسة طارئة، متّهمين الجيش بالتستّر، مما يُفقد الجمهور الثقة بالمؤسسة العسكرية.

وفي الوقت الذي تكشف فيه وسائل الإعلام عن انتحارات متتالية، تصرّ قيادة الجيش على الصمت، وتطلب من الصحفيين الانتظار حتى يناير 2026 للحصول على بيانات رسمية.

ومع تصاعد العمليات في غزة، واستمرار استدعاء الاحتياط، تتزايد الضغوط النفسية على الجنود. حتى من يعودون من الجبهة، كثيرٌ منهم لا ينجون من صدمة الحرب، فينتهي بهم الأمر إلى إنهاء حياتهم بأنفسهم.

أزمة لا يمكن إخفاؤها. انهيار في الروح المعنوية، رفض متزايد للتجنيد، وصمت رسمي قد يُكلف إسرائيل أكثر من خسائر المعارك.

من ساحات المعارك إلى ثكنات الجيش، يظهر جلياً أن "الثمن البشري" للحرب على غزة يتجاوز ما هو مُعلن. أسئلة تتزايد عن قدرة الجيش على الاستمرار... وأصوات في الداخل تدق ناقوس الخطر.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen