الاحتلال يصفي الأسرى المحررين: بنك دم مفتوح من صفقة وفاء الأحرار
في نزعة انتقامية ممنهجة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الأسرى المحررين من صفقة وفاء الأحرار عبر الاغتيال والتعذيب والاعتقال، في محاولة يائسة للثأر من رموز كسروا هيبته خلف القضبان.
منذ السابع من أكتوبر 2023، تحوّل الأسرى المحررون الذين أُبعدوا إلى غزة ضمن صفقة "شاليط" إلى أهداف مكشوفة في بنك الاغتيالات الإسرائيلي. 30 محررًا تمّت تصفيتهم خلال الحرب، غالبيتهم من الضفة الغربية والقدس، في جرائم اغتيال موصوفة، تؤكد أن الاحتلال لم يغفر لهم خروجهم أحرارًا رغم أنفه.
مراكز الأسرى وثّقت أن ستة من الشهداء هم من مدينة القدس، يشكّلون 40% من مبعديها إلى غزة، فيما 24 شهيدًا ينحدرون من الضفة، وسط استمرار اعتقال ستة آخرين داخل القطاع، في ظروف وصفت بـ"القاسية".
الاحتلال لا يخفي نواياه. أحد ضباط المخابرات قال صراحة لأسير محرر أُفرج عنه في صفقة يناير الماضي: "لسّا بدنا منك 12 سنة"، في إشارة إلى محكوميته السابقة، وكأن التبادل لا يلغي عقوبة، ولا يحرّر سجينًا في نظرهم.
القيادي في حماس ناهد الفاخوري وصف الاستهداف بأنه ثأر شخصي ضد من أجبرت المقاومة الاحتلال على إطلاق سراحهم، لأنهم رموز مقاومة، ويمثلون خطرًا مستمرًا على الأمن الإسرائيلي حتى خارج السجون.
الاغتيال، بحسب تقارير متخصصة، يحمل رسائل: تهديد للمحررين، ترميم لصورة الاحتلال أمام جمهوره، وردع لأي مقاوم يفكر في المسار ذاته. ومن أبرز الشهداء في هذه الحرب: محمد حمادة، وزكريا نجيب، وبسام أبو سنينة، وياسين ربيع، وعبد العزيز صالحة، وعلي المغربي، ونضال أبو شخيدم، حسب ما أفاد مكتب إعلام الأسرى.
صفقة التبادل التي أرغمت الاحتلال على الركوع، يدفع أبطالها اليوم ثمنًا جديدًا في الميدان... لكنهم، حتى في استشهادهم، يثبتون أن الحرية انتزاع لا منّة، وأن الثأر لا يُخيف من سكن قلبه فلسطين.