14 تموز , 2025

البحر الأحمر يشتعل: الحصار اليمني يشل الملاحة الإسرائيلية ويغيّر قواعد الشحن العالمي

في تصعيد جديد ومتصاعد، تواصل القوات المسلحة اليمنية فرض حصارها البحري على الملاحة المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر. هذه العمليات النوعية، التي أدت إلى غرق سفن وتغيير مسارات شركات الشحن العالمية، باتت تُحدث تحوّلاً كبيراً في سلوك قطاع النقل البحري، وتدفع اللاعبين الدوليين إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية أساطيلهم.

تغيّر لافت في مشهد الملاحة الدولية تشهده مياه البحر الأحمر. فشركات الشحن العالمية، التي كانت حتى وقت قريب تتعامل بحرية عبر الممرات البحرية الاستراتيجية، بدأت اليوم بتجنب أي صلة بالاحتلال الإسرائيلي... خوفاً من الهجمات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، نصرةً لغزة، وضمن سياسة الحصار الكامل للموانئ الإسرائيلية.

وبحسب تقارير ميدانية ووكالات دولية، بدأت بعض السفن التجارية ببث رسائل علنية على أنظمة التتبع تتضمن عبارة "كل الطاقم مسلم"، في محاولة لتفادي الاستهداف من قبل قوات صنعاء، التي أغرقت خلال الأسبوع الماضي سفينتين تجاريتين قالت إنهما مرتبطتان بالاحتلال.

إحدى السفن، وهي "ماجيك سيز" التي ترفع علم ليبيريا، تعرّضت لهجوم متعدد الوسائط – بزوارق مسيّرة وصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة – أدى إلى غرقها، بينما سمحت القوات اليمنية لطاقمها بالخروج بأمان، بحسب إعلان رسمي لقائد القوات المسلحة العميد يحيى سريع.

تأثير التصعيد اليمني لم يقتصر على البحر الأحمر، بل تمدّد إلى عمق الأراضي المحتلة، حيث أعلنت صنعاء تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة على مطار بن غوريون، أدت إلى توقف الحركة الجوية، وإطلاق صفارات الإنذار في أكثر من 300 بلدة ومستوطنات.

القوات اليمنية أكدت استمرار عملياتها البحرية والجوية حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مهددة بتوسيع أهدافها لتشمل مواقع عسكرية إسرائيلية إضافية.

هذا الحصار البحري، الذي دخل حيّز التنفيذ أواخر 2023، نجح – بحسب خبراء تأمين ومصادر استخبارات بحرية – في إعادة صياغة معادلة الردع في المنطقة، بعد أن أصبحت شركات التأمين ترفض تغطية السفن المرتبطة بإسرائيل، وتتهرب شركات الشحن من أي مسار يمر بموانئ الاحتلال.

حصار البحر لا يقل فتكاً عن معركة البر، والبحر الأحمر لم يعد ممراً آمناً للسفن المتورطة في دعم الكيان الصهيوني. هذا المشهد البحري المتوتر يعكس تصعيداً استراتيجياً يقوده اليمن... بأدوات بحرية وعمق إقليمي، في معركة يبدو أنها مفتوحة على كل الاحتمالات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen