10 تموز , 2025

رغم الضغط العسكري.. المقاومة تنفذ هجمات دقيقة وتحتفظ بزمام المبادرة الميدانية

رغم مرور شهور على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ورغم التصريحات الرسمية المتكررة حول تراجع قدرات المقاومة، إلا أن التقييمات الأمنية الإسرائيلية تكشف عن واقع ميداني مغاير، مع استمرار كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في تنفيذ هجمات دقيقة ومنظمة، واعتمادها المتزايد على معلومات استخبارية ميدانية.

تحذيرات صهيونية من قدرة حركة حماس المتزايدة على تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ومنسقة، رغم ما وصفته بـ "الضغط العسكري المتواصل" من قبل الجيش الإسرائيلي.

ووفقاً للمعلومات فإن مقاتلي كتائب القسام يعتمدون على معلومات استخبارية ميدانية لتنفيذ عمليات تشمل القنص، إطلاق النار من أسلحة خفيفة، قصف بالصواريخ المضادة للدروع، وتفجير عبوات ناسفة عن بُعد تستهدف آليات الجيش الإسرائيلي.

وفيما يشير إلى استمرار الهيكلية التنظيمية للمقاومة، أوضحت التقديرات الأمنية أن حماس نجحت في تعيين قادة ميدانيين جدد وتفعيل ما وصفته بـ"العصابات العسكرية"، وهي وحدات قتالية تتلقى أوامر مباشرة من القيادة المركزية في غزة ومخيمات الوسط، ثم تنفذ العمليات ميدانياً بشكل متناسق.

ضابط إسرائيلي كبير في الاحتياط عبّر عن قلقه من تأثير الظروف المناخية القاسية، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في غزة، على أداء الجنود، قائلاً إن ذلك يقلل من يقظتهم ويمنح من وصفهم بـ"المخرّبين" فرصة أكبر لشنّ هجمات ناجحة.

من جانب آخر، أقرّت صحيفة "معاريف" العبرية بأن التغيير الجذري الذي كان الكيان الصهيوني يطمح إلى تحقيقه من خلال عملية "عربات جدعون"، لا يزال بعيداً عن التحقق، وهو ما أكدته أيضاً "يديعوت أحرونوت"، التي قالت إن حركة حماس "لم تُكسر"، بل واصلت إعادة بناء قدراتها في المناطق التي لا يتواجد فيها الجيش.

وفي الميدان، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب أول في الاحتياط خلال المعارك في خان يونس جنوبي قطاع غزة، موضحاً أنه تعرّض لكمين من قبل مقاتلي القسام الذين خرجوا من نفق وحاولوا أسره.

موقع "واي نت" الإسرائيلي قال إن الجندي أبراهام أزولاي قُتل في كمين محكم، فيما أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن تنفيذ عملية ضد تجمّع للجنود والآليات الإسرائيلية في عبسان الكبيرة، شرقي خان يونس.

وذكرت القسام أنها استهدفت دبابة ميركافا وناقلة جند بقذائف "الياسين 105"، مشيرةً إلى محاولة أسر أحد الجنود، إلا أن "الظروف الميدانية لم تسمح بذلك"، فتم الإجهاز عليه واغتنام سلاحه.

تتزايد المؤشرات من داخل وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها على أن المعركة الميدانية في غزة لم تُحسم بعد. فمع كل يوم، يتضح أن حركة حماس ما زالت قادرة على المناورة، وتوظيف المعلومات الميدانية في عملياتها العسكرية، بما يعقّد حسابات الجيش الإسرائيلي ويطيل أمد الحرب.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen