09 تموز , 2025

الاحتلال يكثف عدوانه على الضفة الغربية.. واقتحامات للأقصى

تصعيد ميداني شامل، واعتداءات متواصلة في الضفة الغربية، حيث استشهد طفل برصاص قوات العدو، الذي نفذ حملة اقتحاماتٌ واعتقالاتٌ وهدمٌ للمنازل، بالتزامن مع انتهاكاتٍ غير مسبوقة في المسجد الأقصى، وطقوسٍ تلمودية علنية تحت حماية شرطة الاحتلال.

في نابلس، بدايةٌ دامية ليوم جديد من التصعيد، مع استشهاد الطفل إياد عبد المعطي شلختي (12 عامًا) متأثرًا بجروحه التي أصيب بها برصاص الاحتلال في مخيم عسكر الجديد. هذه الجريمة تأتي في سياق عدوان متواصل يستهدف المدنيين الفلسطينيين، وعلى رأسهم الأطفال.

تزامنًا مع الجريمة، تصاعدٌ في اعتداءات المستوطنين في مناطق متفرقة، أبرزها في بلدة صوريف شمال الخليل، حيث هاجموا منازل المواطنين وأضرموا النيران في أراضيهم. ومع تصدي الأهالي لهذا الهجوم، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وطاردت السكان، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم.

تواصل الاعتداءات لم يقتصر على صوريف. فــامتداد المداهمات طال عدة بلدات جنوب الضفة الغربية، منها حارة الجعبري وإذنا والطبقة في محافظة الخليل، وعقابا شمال طوباس، حيث صادرت قوات الاحتلال مركبة، بينما ألقى مقاومون عبوات محلية الصنع باتجاهها.

التحركات العسكرية الإسرائيلية اتسعت نحو الوسط والشمال، وشملت بلدة الرام وعين منجد ورام الله وأريحا وقلقيلية. أما في قرية حوسان غرب بيت لحم، فنُفّذت حملة اعتقالات طالت سبعة مواطنين، معظمهم من فئة الشباب، في استمرار لسياسة الضغط الأمني على المجتمعات الفلسطينية.

وفي السياق ذاته، اعتقال الشيخ كساب زقوت من منزله في طولكرم، واقتحام ضاحية اكتابا، وسط انتشار عسكري وتمشيط واسع في الأحياء الشرقية للمدينة.

أما نابلس، فشهدت تصعيدًا إضافيًا، مع اقتحام مخيم بلاطة واعتقال شاب من محيط مستشفى نابلس التخصصي، إلى جانب مداهمة منطقة المخفية واعتقال المواطن عز الدين القاضي، ثم اعتقال فتحي هاني أبو رزق في حملة أخرى على المخيم.

وفي حلقة جديدة من سياسة العقاب الجماعي، هدمت قوات الاحتلال منزل المواطن خالد السكسك في بلدة روجيب شرق نابلس، بعد إخلائه قسريًا. البيت مكوّن من طابقين وكان يأوي عائلة بأكملها.

لكن التصعيد الميداني ليس وحده في المشهد، فــالمسجد الأقصى بات مسرحًا لانتهاكات جديدة وممنهجة. حيث قاد المتطرف يهودا غليك، الحاخام وعضو الكنيست السابق، اقتحامًا لساحة قبة الصخرة، وقدم شروحات تلمودية لوفد يرافقه، تحت حماية شرطة الاحتلال.

هذا الاقتحام لم يكن معزولًا، بل جاء في سياق تصعيد متواصل في باحات المسجد منذ بداية شهر تموز. وقد شهدت الأيام الأخيرة تنظيم ستة طقوس زفاف يهودية داخل المسجد، تراوحت بين الغناء والرقص والتصفيق، بغطاء من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي منح الضوء الأخضر لهذه الممارسات.

من نابلس إلى القدس، خريطة العدوان اتكتمل. طفل يُستشهد، بيوت تُهدم، ومدن تُقتحم، فيما الأقصى يُدنّس يوميًا، وسط صمت دولي مطبق. عدوانٌ لا يترك مجالًا للتهدئة، ومقاومةٌ تُحاصر على الأرض، ووجع فلسطينيّ ينتظر موقفًا يكسر جدار الصمت.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen